أنهى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون زيارة الى موسكو بحث فيها التسوية في الشرق الاوسط والملفين العراقي والايراني ودعا يهود روسيا للهجرة الى اسرائيل، فيما اكد مسؤول مرافق له ان اسرائيل تطالب بتنحية الرئيس ياسر عرفات او تحويله "رمزاً" مجرداً من الصلاحيات الامنية والمالية وتعيين رئيس وزراء يكون "حلقة بين الرمز والحكومة". التقى شارون امس نظيره الروسي ميخائيل كاسيانوف للبحث في العلاقات الاقتصادية والنظر في عدد من مشاريع التعاون في مجالات الفضاء والمواصلات والكيمياء. وأكد مراقبون ان مشاركة وزير الطاقة النووية الكسندر روميانتسيف في اللقاء دليل على ان موضوع التعاون النووي بين موسكو وطهران كان محوراً اساسياً للبحث. وأعرب السفير الاسرائيلي في موسكو ناتان سيرون عن "قلق" اسرائيل من هذا التعاون وأكد ان شارون نقل هذه المشاعر الى الجانب الروسي. واجتمع شارون ايضاً الى وزير الخارجية ايغور ايفانوف الذي كرر ما كان قاله الرئيس فلاديمير بوتين لرئيس الحكومة الاسرائيلية في لقائهما اول من امس. وذكر الوزير ان موسكو تدعو الى تسوية "طويلة الأمد" وشدد على ضرورة تنفيذ القرار 1435 الداعي الى رفع الحصار عن مقر عرفات والانسحاب من الاراضي التي اعادت اسرائيل احتلالها في السنتين الاخيرتين. وذكر بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية ان شارون وايفانوف ناقشا "المراحل المحتملة للسير نحو انشاء دولة فلسطينية" وشددا على ان هذا الهدف يمكن ان يتحقق من خلال معالجة قضايا الامن ووقف العنف و"خلق جو يساعد على اجراء الاصلاحات الفلسطينية". ونشرت وكالات الانباء الروسية تصريحات نُسبت الى مسؤول كبير مرافق لشارون يوضح فيها الرؤية الاسرائيلية ل"الاصلاحات". واشار الى ان اسرائيل تفضّل تنحي عرفات ولكن "اذا أرادوا الفلسطينيون ابقاءه رمزاً فهذا شأنهم على ان يُعيّن رئيساً للوزراء يكون حلقة وسيطة بين الرمز والحكومة". وكان مراقبون أشاروا في هذا الصدد الى ان محمود عباس ابو مازن الذي يصل الى موسكو اليوم هو الشخصية المقترحة لرئاسة الحكومة، إلا أن "ابو مازن" اعتبر ان الحديث عن مثل هذا المنصب الآن "مضيعة للوقت". كما طالب المسؤول الاسرائيلي بعزل عرفات عن كل المهمات المالية والامنية، وتقليص الاجهزة الخاصة من 12-14 إلى 2-3 على ان تكون مرتبطة مباشرة بوزير الداخلية. وطلب أيضاً تعيين وزير للمال "لا يخضع لنفوذ عرفات" مؤكداً ان بقاء الرئيس الفلسطيني "على رأس منظمة تمارس الارهاب" يعيق السير نحو التسوية. واشار الى "تصدعات في صفوف الفلسطينيين وخلافات داخلية ويصاعد حدة الانتقادات" لعرفات والمحيطين به. وكان شارون التقى اقطاب الطائفة اليهودية في روسيا ودعاهم للهجرة الى اسرائيل مؤكداً ان مظاهر العداء للسامية "موجودة وبخاصة في اوروبا". واعتبر ذلك دليلاً على صواب الفكرة الصهيونية التي تؤكد ان "اليهود عاجلاً او آجلاً يجب ان ينتقلوا الى اسرائيل". ومعروف ان في اسرائيل زهاء 2.1 مليون وافد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الا ان وتائر الهجرة من روسيا توقفت عملياً منذ اندلاع الانتفاضة الثانية. ويحتل اليهود مواقع مفصلية في روسيا بدءاً من الحكومة ومروراً بالاشراف على كبريات الشركات النفطية والمصارف وانتهاء بوسائل الاعلام المعبأة لصالح اسرائيل. وبدعم من هذا اللوبي دخلت اسرائيل قطاعات حساسة في روسيا، وأعلن المسؤول الاسرائيلي المذكور ان شارون ناقش مع كاسيانوف تطوير التعاون العسكري. واشار في صورة خاصة الى صفقة طيران كبرى قد تُعقد مع تركيا التي ستحصل على مروحيات روسية من طراك KA50 مزوّدة بأجهزة ملاحة اسرائيلية. وعلى رغم استياء الكنيسة الارثوذكسية الروسية في حينه من اقتحام القوات الاسرائيلية "بيت الحجاج" التابع لهذه الكنيسة في بيت لحم فإن البطريرك اليكسي الثاني استقبل شارون امس وابلغه "الأسى" لسقوط ضحايا من الاسرائيليين والعرب. وقال ان عودة الكثير من اليهود الى وطنهم التاريخي" عزّز العلاقات بين روسيا واسرائيل. وطلب البطريرك من شارون التعويض عن الضرر الذي لحق بأملاك الكنيسة الارثوذكسية ويقدر ب95 الف دولار. وعلى هامش الزيارة التقى فلاديمير روشايلو سكرتير مجلس الامن القومي الروسي نظيره الاسرائيلي افرايم هليفي وناقشا التعاون في "مكافحة الارهاب بما في ذلك في الشرق الاوسط".