في ظل صمت رسمي روسي اطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تصريحات نارية قبيل مغادرته موسكو دعا فيها الى "استبدال" القيادة الفلسطينية، وطالب موسكو باتخاذ سياسة "اكثر توازناً" في المحافل الدولية. وشن شارون الذي كان يتحدث الى الصحافيين الروس في ختام زيارته الرسمية الى موسكو هجوماً عنيفاً على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووصفه بأنه "عقبة أمام السلام"، واضاف ان عرفات "لا يفهم إلا لغة القوة والضغط"، داعياً الى المزيد من الضغوط الدولية عليه. كما دعا الى ايجاد قيادة فلسطينية "اكثر براغماتية" تكون قادرة على ادارة الحوار مع اسرائيل ملمحاً ان على الفلسطينيين ان يفعلوا ذلك بأنفسهم. وكان شارون اكد في لقاء مع قناة "او ار تي" التلفزيونية ان اسرائيل لن تتراجع عن سياستها في التوغل في عمق الأراضي الفلسطينية بعدما أثبتت هذه السياسة "نجاحاً" في وقف الهجمات الفلسطينية على المستوطنات. كما أشار الى ان تل ابيب لن تتراجع عن قرارها بشأن القدس بوصفها "عاصمة موحدة أبدية لها". ولفت مراقبون الانظار الى ان تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية أتت في ظل صمت رسمي روسي على رغم ان موسكو كانت كررت في مواقف سابقة مطالبتها بوقف سياسة التوغل والاغتيالات ودعت الى تهدئة الموقف. فشل ونجاح ويشير المراقبون الى ان فشل شارون في اقناع القيادة الروسية بتغيير موقفها في شأن التعامل العسكري مع ايران والعراق قابله نجاح على صعيد الوضع في الأراضي الفلسطينية، اذ حصل شارون على "تفهم روسي" لمتطلبات الأمن الاسرائيلي وشارون الذي لم يسمع اعتراضاً على تصريحاته صعد من لهجته مطالباً موسكو باعتماد سياسة "أكثر توازناً" في المحافل الدولية، وكشف انه كان دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما الى تبديل الموقف الروسي في الاممالمتحدة وعدم المشاركة في "الحرب التي يشنها العرب والمسلمون" على الدولة العبرية. وكشف شارون خلال لقاء مع ممثلي الطائفة اليهودية في روسيا مساء الاربعاء عن جانب من محادثاته مع بوتين وذكر ان الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة ثنائية على مستوى الخبراء لمكافحة الارهاب ولجنة مماثلة لمكافحة تسرب التكنولوجيا الخطرة. واعرب عن "رضاه التام" على نتائج زيارته، وذكر ان العلاقات بين موسكو وتل ابيب لم تكن يوماً بهذا المستوى الرفيع، مضيفاً ان الفضل في ذلك يعود الى الرئيس بوتين شخصياً الذي وصفه بأنه "صديق اسرائيل الكبير". وجدد شارون دعوته الى اليهود الروس للهجرة الى اسرائيل مضيفاً انها ما برحت بحاجة الى مليون مهاجر جديد، كما حث رجال الاعمال اليهود على الاستثمار في اسرائيل مشدداً على ان "اسرائيل القوية هي الضمانة الوحيدة لأن يشعر اليهود بالأمان". الى ذلك، ذكر المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى منطقة الشرق الأوسط اندريه فدوفين انه سيتوجه الى المنطقة في نهاية الاسبوع الحالي، مضيفاً ان زيارته، وهي الرابعة خلال ثلاثة اشهر، تهدف الى تقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلفة. وكان الرئيس الروسي كلف مبعوثه التوجه الى المنطقة بعدما أجرى مكالمتين هاتفيتين مع كل من الرئيس الفلسطيني والمصري. وذكر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان ارسال فدوفين جاء بناء على طلب الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.