دعا وزير الخارجية الاسرائيلي آرييل شارون يهود روسيا والعالم الى الهجرة الى اسرائيل، وتحدث عن عداء للسامية في روسيا وطلب من موسكو "تغيير موقفها نحو الافضل" من اليهود. وقال شارون اثر مفاوضات استمرت نحو اربع ساعات مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف ان "اسرائيل تعتبر روسيا دولة عظمى وترغب في تطوير التعاون معها" الا انه قال ان ذلك يقتضي "تغييراً في مواقفها من مظاهر العداء للسامية". ورد ايفانوف بأن القيادة الروسية "ستعزز الكفاح ضد التطرف بأنواعه المختلفة" ومنها العداء للسامية. غير ان رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف الذي ابلغه شارون مخاوفه على امن اليهود في روسيا، قال ان "العداء للسامية ليس سياسة للدولة"، وانتقد اجهزة الاعلام المحلية التي قال انها "اقتطفت كلمات من اقوال نواب روس وضخّمتها واعتبرتها عداء للسامية". واكد وزيرا الخارجية انهما بحثا في العلاقات الثنائية وامكانات تطويرها وناقشا امكانات استئناف عمل اللجنة الاقتصادية المشتركة. والمح شارون الى ان اسرائيل يمكن ان تساعد روسيا في الحصول على قروض من المؤسسات المالية العالمية، لكنه اضاف "جئت لأقول ان العداء للسامية يؤثر سلبياً في الكثير من المراجع العالمية". وعلى صعيد التسوية في الشرق الاوسط اكد ايفانوف ان بلاده مهتمة بإقامة "سلام وطيد" في المنطقة، فيما ذكر شارون ان اسرائيل تنفذ التزاماتها ولام الفلسطينيين لانهم "لم ينجزوا ما تعهدوا به". واضاف ان اسرائيل "مستعدة للتخلي عن جزء من اراضيها للعرب" مقابل احلال السلام. وكان المحور الثالث لمفاوضات الوزير الاسرائيلي يتعلق بملف التعاون الروسي - الايراني. وذكر شارون انه "يتفهم المصالح الاستراتيجية" السياسية والاقتصادية لروسيا، لكنه حذّر من "تسريب معلومات صاروخية ونووية" الى ايران. ومن جانبه ذكر ايفانوف ان لروسيا "موقفاً مبدئياً حازماً ضد انتشار اسلحة الدمار الشامل". وقال ان هذا الموقف يشمل ايران ايضاً، وابدى استعداده ل "التعاون عند ظهور تساؤلات" في هذا المجال. ويتوقع ان يبحث الوزير الاسرائيلي التعاون بين موسكو وطهران اثناء لقاء يعقده مع سكرتير مجلس الامن مدير الديوان الرئاسي نيكولاي بورديوجا ووزير الدفاع ايغور سيرغييف، فيما سيكرس لقاءه مع رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف للقضايا السياسية. واكد مصدر ديبلوماسي تحدثت اليه "الحياة" ان موسكو مهتمة بمعرفة "تناسب القوى" داخل اسرائيل في اطار التحضير للانتخابات في ايار مايو المقبل. واضاف ان شارون ليس مرشحاً لرئاسة الحكومة الا ان موقفه قد يكون له تأثير قوي في نتائج الانتخابات. ومن جانبه حاول الوزير الاسرائيلي خلال لقاءاته بالجالية اليهودية الروسية قراءة احتمالات اصطفاف اليهود النازحين من روسيا الى جانب المرشح الذي سيؤيده شارون.