هدد وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون بپ"الضم الفوري" للاراضي المحتلة في حال اعلان الفلسطينيين دولة. وطلب من روسيا ان "تنصح" الرئيس ياسر عرفات بالامتناع عن هذه الخطوة، فيما دعا رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف الى "مسيرة متوازية" على كل مسارات التسوية. واختتم شارون امس زيارة لموسكو التقى خلالها بريماكوف ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية ورئيس البرلمان واقطاب الجالية اليهودية. ورغم تأكيد الجانبين على ان التسوية في الشرق الاوسط كانت محوراً اساسياً للمحادثات فان المحللين يرون ان الطابع "الموقت" لحكومة بنيامين نتانياهو جعل قضايا التسوية تحتل موقعاً ثانوياً، فيما تركزت المحادثات على التعاون الروسي - الايراني وموضوع الهجرة اليهودية. وأكد بريماكوف ان بلاده ستعمل من اجل "تشجيع" المفاوضات واعتبر ان الطريق نحو التسوية يمر عبر "مسيرة متوازية" استناداً الى القرارين 242 و338 ومبدأ "الارض في مقابل السلام". من جهة اخرى، طلب شارون من روسيا اتخاذ "موقف متوازن" بين العرب واسرائيل. وفي حديث صحافي مع السفير الروسي السابق في اسرائيل الكسندر بوفين طلب شارون من موسكو اقناع عرفات بالامتناع عن اعلان الدولة الفلسطينية مهدداً بپ"الضم الفوري" لكل الاراضي الواقعة تحت سيطرة اسرائيل. وذكر ان حكومته تريد ان تبقى القدس عاصمة ابدية لاسرائيل. وذكر ان الفلسطينيين يمكن ان يتمتعوا بپ"كيان دولة" وفي ظله تكون لعرفات سيطرة على "السكان" من دون الاراضي، فيما تحتفظ اسرائيل بمناطق "تكفل الامن". وقال ان المستوطنات "ستبقى في مواقعها كمسامير". ووصف شارون مشكلة اللاجئين بأنها"مفتعلة". وقال انه لا حل لها الا "بمساعدتهم على الاقامة حيثما يوجدون حالياً". ورداً على سؤال عمن سيفوز في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة، قال شارون انه واثق من "بقاء" الحكومة الحالية لكن ذكر انه "يرحب" بقيام حكومة ائتلافية بقيادة نتانياهو. ولم تصدر في موسكو توضيحات عما جرى في لقاء وزير الخارجية الاسرائيلي مع وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف. الا ان شارون اعرب، في تصريحات صحافية، عن "قلقه" من تزايد مبيعات السلاح للعرب و"تسريب" تكنولوجيات صاروخية ونووية الى ايران. وذكر في حديث مع صحيفة "نوفيه ازفيستيا" ان شركات اهلية روسية تساعد ايران في تطوير قدرتها الصاروخية، فيما يجري التعاون النووي على اساس اتفاقات حكومية. وقال ان مثل هذا التعاون يشكل "خطراً قاتلاً" على اسرائيل، ويغدو عقبة في تطوير التعاون بين موسكو وتل ابيب. ولم يصدر بلاغ رسمي عن تفصيلات المحادثات بين شارون ووزير الداخلية سيرغي شيباشين. لكن مصادر ديبلوماسية اكدت انه تناول موضوع "العداء للسامية". وفي احاديثه مع الصحافيين الروس حذر شارون من ان اي تغيير في الموقف من اليهود في روسيا "سيؤثر في علاقاتها ليس مع اسرائيل فقط بل وعلى تطبيق سياساتها روسيا في مناطق اخرى من العالم". وهذا التهديد الواضح لم يجابه بأي رد رسمي من موسكو التي اكد وزير خارجيتها ايغور ايفانوف انها "تعارض بشدة" كل انواع التطرف ومن بينها العداء للسامية.