} أعرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن تفاؤله بامكان التوصل الى حل للازمة الحالية بين نيودلهي واسلام آباد. فيما حذر الرئيس الباكستاني برويز مشرف الهند من مغبة أي عدوان، معرباً عن ثقته بأن لا حرب بين البلدين. ودعا علماء الدين الباكستانيين الى عدم التدخل في القضية الكشميرية، وحضهم على تحديث المدارس الدينية. فيما أعلن الجيش الباكستاني اسقاط طائرة تجسس هندية. نيودلهي، إسلام آباد - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول قبل مغادرته نيودلهي الى نيبال انه يعتقد ان في الامكان التوصل الى حل سلمي للمواجهة العسكرية بين الجارين النوويين الهندوباكستان. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في نيودلهي مع نظيره الهندي جاسوانت سينغ انه شعر "بتفاؤل كبير" بعد المحادثات التي اجراها مع زعماء هنود بينهم رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي في شأن سبل تهدئة المواجهة على الحدود حيث يحشد الجانبان قوات ضخمة. واعلن انه قدم افكاراً لتخفيف التوتر وخصوصاً عبر استخدام لهجة اكثر اعتدالاً في الخطابات وخفض عدد القوات العسكرية على الحدود. وأشار الى ان البلدين يسيران في الطريق نحو استئناف الحوار "لكن هناك حاجة الى مزيد من العمل من جانب اسلام اباد قبل ان يحدث ذلك". وكان وزير الخارجية الاميركي أعلن أول من أمس ان باكستان قد تفكر في ترحيل اشخاص من غير رعاياها تطلب الهند تسلمهم لصلتهم بأعمال ارهابية مزعومة. وقال: "قدر الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان الاجراءات المناسبة قد تشمل اعادتهم من حيث جاؤوا". وتطالب الهندباكستان بتسليمها اكثر من 20 مشتبهاً فيه من بينهم عدد من الثوار الكشميريين والناشطين السيخ ضمن شروطها لتهدئة المواجهة العسكرية. من جهته، حذر مشرف مجدداً أمس الهند من ان قواته المسلحة مستعدة للحرب على رغم ان بلاده تريد السلام. وأكد: "اننا نريد السلام ولا نريد الحرب. بيد اننا، في حال فرضت علينا، مستعدون للدفاع عن انفسنا ببأس واقتدار". وأكد في كلمة له أمام ندوة لعلماء الدين ان باكستان تتحرك انطلاقاً من قرارها الذاتي وليس تحت ضغط الهند. وقال: "ليس علينا اثبات اي شيء لأي كان" في اشارة الى طلب نيودلهي من باكستان اثبات عزمها محاربة الارهاب في باكستان بالافعال. وأضاف: "ما ينبغي لأي كان ان يخطئ في تقدير مستوى جاهزية قواتنا ... قواتنا تملك القدرة ليس فقط على الدفاع بل ايضاً على رد اي هجوم". وأبقت الهند على حشد قواتها على طول الحدود على رغم اعلان مشرف في خطاب السبت الماضي حظر مجموعات متطرفة، وتوقيف اسلام آباد 1900 ناشط اسلامي. وأعلن المسؤولون الهنود انه لن يتم خفض التوتر ما لم يتوقف "الارهاب العابر للحدود". وقال مشرف انه يتعين على الشعب عدم التدخل في السياسة الخارجية وترك امر مشكلة كشمير له شخصياً. ودعا مشرف الى انتهاج مسار وسط بين الاتجاهين الغربي والاسلامي الاصولي ودعا علماء الدين الى تحديث المدارس الدينية التي خرجت منها جماعة "طالبان" الافغانية من اجل تمكين طلاب هذه المدارس من العمل في مجالات مختلفة. وحض هؤلاء على عدم التدخل في النزاع الحالي مع الهند. وأكد انه لن يتخلى عن الشعب الكشميري الذي يعيش معظمه في الجزء الهندي من الاقليم المتنازع عليه، لكنه يريد عزل الاسلاميين المتطرفين الذين يدعون الى "حرب مقدسة" ضد الهند. واضاف: "انا واثق تماماً... من أنه لن تكون هناك حرب باذن الله. نحن لا نريد الحرب وانما نريد السلام. لكن اذا فرضت الحرب علينا فنحن في اتم الاستعداد لها بكامل القوة والبأس". اسقاط طائرة من جهة أخرى، أعلن مصدر عسكري في اسلام اباد ان الجنود الباكستانيين اطلقوا النار على طائرة تجسس هندية من دون طيار "انتهكت المجال الجوي الباكستاني" فوق مدينة سيالكوت قرب الحدود مع كشمير الهندية. واكد ان الطائرة شوهدت تهوي في الجانب الهندي من الحدود بعد اصابتها. لكن نيودلهي نفت صحة هذه الانباء واتهمت اسلام آباد بزيادة حدة التوتر بين البلدين. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الهندية في جامو العاصمة الشتوية لولاية جامو وكشمير ان الاعلان الباكستاني "محاولة دنيئة ومتعمدة ولا اساس لها تهدف الى زيادة حدة التوتر على طول الحدود"، مؤكداً انه "لم يقع أي حادث من هذا القبيل".