} تصاعدت مخاطر اندلاع حرب في شبه القارة الهندية مع استمرار نيودلهي وإسلام آباد في حشد قواتهما على الحدود. وفيما أعلنت الهند ونفت باكستان مقتل 16 جندياً باكستانياً في قصف متبادل، أبلغت مصادر "الحياة" بتحريك الصواريخ الاستراتيجية الباكستانية في اتجاه الحدود، وأعلنت نيودلهي ان أنظمتها الصاروخية "جاهزة". اكدت وكالة "يونايتد نيوز اوف انديا" نقلاً عن مصادر عسكرية في جامو، العاصمة الشتوية لكشمير، ان القوات الهندية قتلت أمس 16 جنديا ًباكستانياً ودمرت 19 تحصيناً في رد عنيف على اطلاق نيران من الجانب الباكستاني. لكن ناطقاً عسكرياً باكستانياً نفى هذه الانباء واتهم القوات الهندية باستهداف مناطق مدنية. وأبلغت مصادر "الحياة" ان باكستان خصصت ثلاث قواعد جوية في كاهوتا قرب العاصمة للدفاع عن المفاعل النووي، وان مقاتلات باكستانية تقوم بطلعات جوية فوق إسلام آباد لهذا الغرض، فيما حُركت الصواريخ الاستراتيجية الباكستانية في اتجاه الحدود. وزاد وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز من حدة التوتر باعلانه ان "انظمة الصواريخ الهندية وضعت في مواقعها" من دون ان يعطي مزيداً من التوضيحات. وأوضحت أنباء صحافية ان الجيش الهندي نقل بطاريات صواريخ أرض - أرض موجهة من نوع "بريثفي" الأرض الى مواقع قريبة من الحدود في البنجاب. ويصل مدى هذا الصاروخ الى 150 كلم وهو قادر على حمل شحنة نووية. ولم يوضح وزير الدفاع الهندي ما اذا كانت الهند نشرت صواريخ باليستية من نوع "اغني-1" النار التي يصل مداها الى 1500 كلم. وأفاد مسؤول في ولاية راجاستان على الحدود مع باكستان ان غارات وهمية تجرى اثناء الليل لتدريب المدنيين على التأهب في حال اندلاع حرب، فيما أجليت آلاف العائلات الهندية من المناطق المحاذية للحدود. وأكد وزير المال الهندي ياشوانت سينها ان الاسس الاقتصادية لبلاده قوية بما يكفي لتحمل الاثار المترتبة على نشوب حرب محتملة، في وقت اجتمعت اللجنة الامنية لمجلس الوزراء مساء أمس لرسم خطة العمل الدبلوماسي ضد إسلام آباد في الفترة المقبلة، وأعلن مكتب رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي ان ذلك قد يشمل خفض العاملين في السفارة الباكستانية في نيودلهي وسحب الاذن لشركة الخطوط الجوية الباكستانية بالطيران في الاجواء الهندية. وقللت نيودلهي من شأن اقدام إسلام آباد على اعتقال مولانا مسعود أزهر زعيم "جيش محمد" التي تحمّلها الهند الى جانب جماعة "العسكر الطيبة" مسؤولية هجوم انتحاري على برلمانها في 13 الشهر الجاري. وقال مسؤولون في الجماعة ان زعيمها اصبح رهن الاقامة الجبرية في منزله في اقليم البنجاب. وقالت نيروباما راو الناطقة باسم وزارة الخارجية الهندية انه لم يتم ابلاغ نيودلهي رسمياً باعتقال أزهر، واعتبرت ان ذلك "ليس كافياً ولا يساعد في تهدئة قلقنا ولا تزال هناك حاجة لمزيد من الاجراءات". وأبلغت مصادر باكستانية مطلعة "الحياة" أن إسلام آباد ستقر حملة مداهمة للجماعات المسلحة التي بدأت نقل مكاتبها إلى القسم الخاضع للسيادة الهندية من كشمير على أمل تجنيب باكستان ضربة هندية وغضب دولي بسبب ما يوصف إيوائها لمجموعات مسلحة كشميرية. وكانت دراسة أميركية في شأن مستقبل المنطقة أعدها مركز "ستراتفورد" للأبحاث نشرت الاسبوع الماضي أوصت القيادة الأميركية بأن يكون هدفها الثاني بعد تنظيم "القاعدة" باكستان وليس العراق أو الصومال، وبمطالبة القيادة الباكستانية بتفكيك المجموعات الإسلامية التي لديها علاقة ب"القاعدة" وهو ما سيضع الحكومة الباكستانية في موقف لا تحسد عليه وسط بيئة تضم العشرات من الجماعات الإسلامية التي تتمتع بنفوذ شعبي قوي. واتهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف في كلمة القاها الثلثاء بمناسبة مرور 125 عاماً على ميلاد مؤسس باكستان محمد علي جناح "المتشددين الاسلاميين" بتشويه صورة الاسلام واذكاء نيران التطرف والكراهية. الا انه استخدم كلمته ايضاً للاعراب عن تحديه للهند، مؤكداً "ان قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد وقادرة على التغلب على كل التحديات".