توقعت مصادر ديبلوماسية مطلعة تحدثت الى "الحياة" أن تشن القوات الهندية هجوماً على الأراضي الباكستانية في غضون أسبوع واحد من استكمال نشر وحداتها على طول الحدود، الذي قد يستكمل اليوم بحسب تصريحات وزير الدفاع الهندي جورج فيرنانديز. وحددت المصادر السادس من الشهر الجاري لشن الهجوم فيما واصل البلدان الحشد العسكري في شكل لم يسبق له مثيل منذ نحو 15 عاماً. وأعلن الناطق باسم السلطات العسكرية في اسلام آباد الجنرال رشيد قريشي ان الهند تسعى الى نشر قوات قادرة على تنفيذ عمليات هجومية وسيكون من الصعب عليها التراجع. وأضاف: "يبدو ان الحكومة الهندية وضعت نفسها في وضع سيصعب عليها الآن، بحسب اعتقادي، التراجع عنه". وفي رد على سؤال حول ما اذا كان البلدان على قاب قوسين من الحرب ،أجاب قريشي "ان كل انتشار يفوق كل ما هو مطلوب على الحدود الدولية وعلى خط الفصل الحدود في كشمير سيؤخذ على انه تهديد من طرف البلد الآخر". وتصاعدت حدة التوتر أمس اذ استدعت الخارجية الباكستانية نائب السفير الهندي في إسلام آباد لتبلغه انزعاجها من القرار الهندي الأخير بمنع الطائرات المدنية الباكستانية من التحليق في الأجواء الهندية والتي استثنت منها تحليق طائرة الرئيس الباكستاني برويز مشرف لحضور قمة "سارك" منظمة دول جنوب آسيا، وغادرت آخر حافلة هندية نيودلهي إلى لاهور أمس قبل سريان القرار الهندي وقف الاتصالات البرية بين البلدين بدءاً من مطلع الشهر المقبل. وعلمت "الحياة" أن عائلات باكستانية أخلت بيوتها على الحدود الباكستانية - الهندية في اقليم البنجاب بعد تقارير عن إجلاء الهند المدنيين من المناطق الحساسة على خط الهدنة في كشمير. وشددت باكستان تعزيزاتها الأمنية في المرافق الحيوية مثل مطار كراتشي والمرافئ وغيرها. وأجرت السلطات المحلية الباكستانية في اقليم كشمير تدريبات للدفاع المدني بعدما أشارت مصادر الى إمكان تنفيذ الهند ضربات خاطفة على مواقع محددة في الجزء الخاضع للسيادة الهندية من الاقليم. ووصف مراقبون عسكريون حال التوتر بأنها الاكثر حدة منذ 15 سنة، خصوصاً في ظل خفض الهند بعثتها الديبلوماسية إلى النصف في باكستان ولجوء اسلام آباد إلى الرد بالمثل. وفي واشنطن، قال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب الوضع بين الهندوباكستان، مشيراً الى ان التوترات المتزايدة بين البلدين قد تضر بالحملة العسكرية التي تقودها واشنطن في افغانستان، فيما بذل وزير الخارجية الاميركي كولن باول جهوداً ديبلوماسية مكثفة من خلال الاتصالات الهاتفية حتى لا يتحول التراشق بالتصريحات والعقوبات المتبادلة والتحركات العسكرية الى حرب شاملة بين البلدين. وتخشى القيادة الأميركية في حال نشوب حرب هندية - باكستانية أن تقوم اسلام آباد بنقل قواتها العسكرية من على الحدود مع أفغانستان إلى الهند، وهو ما سيضر بعملية ملاحقة أسامة بن لادن ومنعه من عبور مناطق القبائل الباكستانية. في غضون ذلك حضت مجموعة الدول الثماني ومنظمة المؤتمر الاسلامي والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي كلاً من الهندوباكستان على ضبط النفس واستئناف الحوار.