} اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف في خطاب متلفز الى الامة أمس حظر مجموعات باكستانية وكشميرية متطرفة. لكنه أكد ان بلاده لن تسلم أياً من مواطنيها الذين وردت اسماؤهم في قائمة من 20 ارهابياً مزعوماً تطالب بهم الهند، وقال ان اسلام آباد لن تغير سياستها أبداً حيال القضية الكشميرية. اسلام اباد، نيودلهي، واشنطن - أ ف ب - اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف حظر نشاط مجموعتي "جيش محمد" و"العسكر الطيبة" اللتين تتهمها الهند بمهاجمة برلمانها في نيودلهي في 13 كانون الاول ديسمبر الماضي مما اسفر عن مقتل 14 شخصا، وتطالب بحظرهما وتسليم زعمائهما. كما حظر مشرف الذي يقوم بحملة اجراءات صارمة ضد العنف الطائفي منذ اوائل العام الماضي جماعة "فرسان الصحابة" السنية المتشددة ومنافستها "جماعة الطريقة الجعفرية" الشيعية وحركة "تنفيذ الشريعة المحمدية" التي ارسلت الاف المتطوعين الى افغانستان لدعم نظام "طالبان". وتوجه اصابع اللوم الى جماعتي "فرسان الصحابة" و"الطريقة الجعفرية" في موجة تفجيرات وحوادث اطلاق نار طائفية في انحاء باكستان. واستبقت قوات الامن الباكستانية اعلان مشرف بتنفيذ حملة اعتقالات طالت اكثر من 350 عنصراً من "فرسان الصحابة" الباكستاني و"الطريقة الجعفرية". واعتبر مشرف ان المتطرفين الباكستانيين اقاموا "دولة داخل الدولة" داعيا الى وقف النعرات الطائفية والحقد اللذين تعمل المنظمات المتطرفة الدينية والسياسية على تأجيجهما في البلاد. وشدد على ان باكستان يجب ان تتحرر من "التطرف الحاقد والارهاب". وقال انه سيتعين تسجيل المدارس الدينية الاسلامية الجديدة لدى السلطات وان اي مدرسة تنغمس في انشطة للمتشددين سيتم اغلاقها.وأضاف: لن تفتح اي مدرسة جديدة من دون تسجيل. وستغلق اي مدرسة يكتشف انغماسها في انشطة للمتشددين". لكن الرئيس الباكستاني أكد ان بلاده لن تسلم اياً من مواطنيها الذين وردت اسماؤهم في قائمة من 20 ارهابياً مزعوماً تطالب بهم الهند. وقال: ان "تسليم اي باكستاني غير وارد على الاطلاق. ولن نقوم بذلك ابدا". واضاف: "في حال تقديم براهين على تورطهم، سنحاكمهم في باكستان طبقا لقوانيننا". وشدد على ان ايا من الاجانب الواردة اسماؤهم في اللائحة التي اعدتها نيودلهي لم يلجأ الى باكستان قائلاً: "لم نمنحهم ملجأ. وفي حال وجدنا احدهم سنفكر عندها في الاجراء المناسب ضده". وكانت نيودلهي سلمت قائمة بالمتهمين المزعومين الى اسلام آباد عبر الطرق الديبلوماسية. وأكد مشرف ان باكستان لن تغير ابدا سياستها حيال كشمير غير انه اكد انها لن تسمح بان تمارس منظمة ما الارهاب باسم كشمير. وقال: "كشمير تسيل في عروقنا" مضيفا "لن نغير ابدا موقفنا المبدئي حول كشمير". وتابع ان القضية يجب ان تحل بالطرق السلمية "ولن يسمح لاي منظمة بالتحول الى ممارسة الارهاب باسم كشمير". لكنه حذر من ان بلاده ستستخدم "كل قواتها" في حال شن هجوم هندي ضدها. وفي نيودلهي اعلن مصدر في الخارجية الهندية ان الهند تدرس "عن كثب" نص الخطاب وسترد عليه رسميا اليوم، فيما رحبت الخارجية الاميركية بكلمة الرئيس الباكستاني. وقال مسؤول كبير في الوزارة ان الخطاب "يوفر اساسا للجانبين الهنديوالباكستاني لتهدئة التوتر". ووصف كلمة مشرف بأنها "نبذ واضح للعنف في الماضي في كشمير والمجتمع الباكستاني ككل". ومن المقرر ان يزور وزير الخارجية الاميركي كولن باول باكستانوالهند هذا الاسبوع لمحاولة تشجعيهما على تهذئة حدة التوتر على حدودهما. ميدانيا أعلنت الشرطة الهندية ان 11 متمردا واثنين من قوات الامن قتلوا أمس اثر معركة بالمدفعية وانفجار لغم في كشمير. وأوضحت ان قوات الامن قتلت ستة ثوار في معارك منفصلة في منطقة انانتناغ جنوب سريناغار العاصمة الصيفية للولاية جامو وكشمير. كما اصيب جندي نتيجة تبادل اطلاق النار. وتابعت الشرطة ان مسلحين ورجل شرطة قتلوا في تبادل لاطلاق النار في اماكن اخرى في الوادي الذي يسوده التوتر كما قتل ثلاثة من المسلحين الانفصاليين في تبادل لاطلاق النار في بانيهال في منطقة دوجا شرق جامو. واضافت ان احد افراد قوات الامن الهندية قتل واصيب ثلاثة عندما وطأت اقدامهم لغما قرب رام ناجار في منطقة اودامبور شرق جامو العاصمة الشتوية للمنطقة. ونقلت "رويترز" عن ضابط باكستاني كبير أمس ان القوات الهندية تعزز مواقعها المتقدمة في منطقة كشمير وان المواجهة بين الجارتين النوويتين يمكن ان تنفجر بسهولة. ووصف الضابط الذي رفض نشر اسمه بأن "الوضع لا يزال خطيراً ومتوتراً".