تعرض التحالف الدولي بزعامة الولاياتالمتحدة ضد أفغانستان، لانتكاسة بالغة الخطورة، عندما تدهورت العلاقات بين أبرز طرفيه، باكستانوالهند، الى حد ينذر بمواجهة عسكرية بين الجارين النوويين. ورفضت نيودلهي أمس اتهامات اسلام آباد بتعزيز قواتها في كشمير ودعتها الى التهدئة بعدما أعلن الجيش الباكستاني وضع قواته في حال التأهب. وجاء التوتر هذا في أعقاب يومين من تبادل القصف بين قوات الدولتين، وبالتزامن مع زيارة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول الى عاصمتيهما، سار خلالها على حبل مشدود في سعيه الى التخفيف من حدة النزاع على كشمير. وأثار باول في مساعيه الديبلوماسية الشاقة، ارتياح نيودلهي، اذ اقر أن واشنطن تريد استئصال "الارهاب في كلأشكاله"، بما في ذلك الذي يستهدف الهند. اسلام آباد - رويترز، أ ف ب - استنفرت باكستان قواتها أمس ووضعتها على أهبة الاستعداد، بعدما اتهمت الهند بتحريك قواتها اثر ثلاثة أيام من الاشتباكات عبر الحدود في اقليم كشمير المتنازع عليه بين الدولتين. وقال الجنرال رشيد قرشي الناطق باسم الرئيس الباكستاني برويز مشرف: "لدينا معلومات الآن عن أن الهند حركت بعض قواتها، وأعادت توزيع بعض المعدات الجوية، مما يشكل خطراً علينا". وأكد ان "القوات المسلحة الباكستانية متنبهة تماماً للوضع وعلى أهبة الاستعداد، ومستعدة لاحباط اي محاولة للايذاء، او القيام بمغامرة". ورفضت نيودلهي من جهتها الاتهامات الهندية، وقالت ان تحرك قواتها في كشمير، مجرد اجراء عسكري روتيني. ودعت الناطق الباكستاني الى الهدوء، وضبط النفس وعدم الادلاء بتصريحات مستفزة. وجاء كلام قرشي والرد الهندي، وسط أجواء متوترة تلت زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول للبلدين في محاولة لتحسين العلاقات بينهما. وغادر باول الهند أمس الى الصين، المحطة الاخيرة من جولته في آسيا لتعزيز الحملة الاميركية ضد الارهاب. وأعلن باول لدى مغادرته نيودلهي ان حرب واشنطن على الارهاب تشمل كل انواعه، بما في ذلك الذي تواجهه الهند. وتسعى الهند وهي في مقدم الدول التي تساند الولاياتالمتحدة في حربها الى توسيع نطاق الحملة الاميركية لتشمل مقاتلي كشمير الذين يحاربون الحكم الهندي في ولاية جامو وكشمير، وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات الغالبية المسلمة. وحاول الوزير الاميركي تهدئة المخاوف الهندية المستاءة من تعليقاته في شأن كشمير، وهي منزعجة اصلاً من العلاقات المميزة التي تربط بين واشنطنوباكستان. وصرح باول في نيودلهي بعد زيارته اسلام آباد، ان الولاياتالمتحدةوالهند دولتان ديموقراطيتان وحليفتان. ودعا الى ايلاء الاهتمام الى اقواله الاخرى، وليس الى تلك المتعلقة بكشمير، والتي اعتبرها "مسألة محورية"، موضحاً انه "لم يقل محورية بمعنى وحيدة بل بمعنى مهمة، وأي قول خلاف ذلك غير دقيق". وتتهم الهندباكستان بدعم "الارهاب" في كشمير، وأعربت عن استيائها لاتخاذ واشنطن رئيس باكستان برويز مشرف حليفاً لها في الحرب على الارهاب. وتحول الاستياء غضباً، عندما قام انتحاريون يبدو انهم ينتمون الى جماعة في باكستان، بقتل 38 شخصاً في كشمير الهندية مطلع تشرين الاول اكتوبر الجاري. وندد باول بالهجمات في كشمير، لكنه تفادى كل تلميح الى امكان اطلاق واشنطن مبادرة في هذا الشأن، وقال: "يجب حل مسألة كشمير بين الهندوباكستان. والولاياتالمتحدة صديقة الطرفين، لذا ان وجد الطرفان تعاوننا مهماً يسعدنا ان نتعاون". ولكن نيودلهي رفضت اي وساطة خارجية لقمع التمرد ضدها في كشمير حيث قتل نحو 30 الف شخص منذ العام 1989. وقامت حربان بين الهندوباكستان، الدولتين النوويتين، منذ عام 1947 للسيطرة على كشمير. وقال باول ان رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي قبل دعوة الرئيس جورج بوش إلى إجراء محادثات في واشنطن يوم التاسع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل بعد دورة الجمعية العامة للامم المتحدة .