طلبت طهران أمس توضيحات من موسكو في شأن موقفها من تقسيم بحر قزوين وما نقل عن الرئيس فلاديمير بوتين انه وافق على قمة رباعية لدول مطلة على البحر تستثنى منها ايران. وأجرى نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الايراني علي أهاني محادثات في هذا الصدد مع نائب وزير الخارجية الروسي فيكتور كاليوجين في موسكو أمس. وذكرت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان الايرانيين طالبوا موسكو بتقديم توضيحات عن حقيقة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع عقد بين رؤساء روسيا وأذربيجان وكازاخستان على هامش قمة الكومنولث في سوتشي الجمعة الماضي. وكان الرئيس الاذري حيدر علييف ذكر ان بوتين وافق على حضور قمة رباعية لا تشارك فيها ايران. وأضاف ان روسيا وكازاخستان وأذربيجان وتركمانستان هي "وارثة" الاتحاد السوفياتي ويمكن ان تتوصل الى تفاهم في ما بينها على بحر قزوين من دون اي تدخل ايراني. ولفت في الانتباه اعلان علييف ان رابطة الدول المستقلة ستتولى حماية حدودها الخارجية بجهود مشتركة. واعتبر هذا التصريح دليلاً الى تحول جوهري في موقف باكو التي كانت رفضت اي وجود عسكري روسي على أراضيها ولم توافق على الانضمام الى معاهدة الأمن الجماعي للكومنولث. وذهب عدد من المحللين الى القول إن موسكو "بادلت" رضا ايران بصداقة اذربيجان. الا ان القيادة الروسية سربت تصريحاً لمسؤول لم يكشف اسمه شددت فيه على ضرورة مشاركة ايران في اي جهد جماعي لمناقشة مشكلة بحر قزوين. وأجرى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي اتصالاً هاتفياً عاجلاً بنظيره الروسي ايغور ايفانوف. وأكد بيان رسمي ان الوزيرين شددا على ضرورة التوصل الى اتفاق سريع يحدد الوضع القانوني لبحر قزوين. وفي هذا السياق، وصل اهاني الى موسكو وأحيطت محادثاته مع فيكتور كاليوجين بكتمان شديد. وقال ل"الحياة" مصدر مقرّب من وزارة الخارجية الروسية ان موسكو شددت على انها مستعدة ل"وساطة" بين طهران من جهة وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان من جهة اخرى. وأبلغ المبعوث الايراني ان روسيا متمسكة بفكرة تقسيم بحر قزوين عند خط الوسط، وهو ما كانت ايران ترفضه في استمرار. ولم يوضح المصدر هل وافقت موسكو على المشاركة في قمة رباعية تستبعد منها طهران. وقال ان موضوع القمة سيكون "مرتبطاً باتصالات لاحقة سيجريها كاليوجين في طهران الشهر المقبل".