كثّفت إيران اتصالاتها الديبلوماسية مع الدول المتشاطئة على بحر قزوين، خصوصاً روسيا وأذربيجان، لاحتواء الأزمة التي تمرّ بها العلاقة بين طهران وباكو على تقسيم ثروات هذا البحر واعتماد نظام حقوقي لترسيم الحدود بين الدول المطلة عليه وتنظيم الملاحة فيه. واستقبل وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي المبعوث الروسي الخاص لشؤون بحر قزوين فيكتور كاليوجني الذي أكد ان "ايران تعتبر حليفاً استراتيجياً لروسيا" وبأنها "تضطلع بدور مهم في قضايا بحر قزوين". والتقت وجهات النظر الايرانية والروسية عند معارضة التدخل الأميركي والتركي الداعم لأذربيجان، إذ أعلن المبعوث الروسي ان واشنطن وأنقرة تعملان على استغلال التطورات الأخيرة بين إيران وأذربيجان، وأن روسيا "تعارض وجود أي قوات أجنبية في هذا البحر".وشدد على ضرورة الاتفاق بين الدول المطلة على بحر قزوين لحفظ ثرواته. وجدد خرازي دعوة بلاده الى تحويل هذا البحر "واحة سلام وصداقة"، مضيفاً ان الحل الوحيد للوصول الى النظام الحقوقي هو عبر الحوار والمحادثات بين الدول المطلة عليه. وفي تحذير من مغبة اي تدخل أجنبي اميركي وتركي دعا خرازي الدول المطلة على بحر قزوين الى "عدم السماح لدول من خارج المنطقة التدخل في قضاياها"، والى الابتعاد عن الممارسات المؤدية الى التوتر. وتنتظر طهران زيارة الرئيس الأذربيجان حيدر علييف إليها في 17 ايلول سبتمبر المقبل، على ان يصلها وفد اذربيجاني قبل هذا التاريخ للتحضير للزيارة. وكشف هذا الموعد نائب وزير الخارجية الإيراني علي آهني الذي زار باكو قبل ثلاثة ايام، وعقد محادثات مع المسؤولين فيها، ووصفها بأنها مهمة وإيجابية تتلعق بسبل تنمية التعاون وتطوير العلاقات الثنائية وبالوضع القانوني لبحر الخزر قزوين والأمن الاقليمي والتعاون الدولي المشترك. وفي مؤشر له دلالاته في الوضع الاقليمي، أعرب آهني للمسؤولين الأذريين عن استعداد طهران للتعاون في تسوية الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان على اقليم ناغورني كاراباخ في شكل سلمي، مبدياً قلق بلاده الى الانباء التي تحدثت عن وجود احتمال اللجوء الى اساليب غير سلمية لحل الأزمة. وفي تطور لافت قد يعود الى ضغوط اميركية، تم تأجيل قمة رؤساء الدول الخمس المطلة على بحر قزوين والتي كان من المقرر انعقادها قريباً، وتم الاستعاضة عنها مبدئياً باجتماع لوزراء خارجية هذه الدول الخمس في عاصمة كازاخستان استانه 20 ايلول سبتمبر المقبل، وتم تأجيل القمة بعد اتصال اجراه رئيس كازاخستان مع نظيريه الايراني والروسي. لكن كاليوجني نفى من باكو تأجيل القمة، وأكد ان البلدان الخمسة كلها ستكون ممثلة فيها، أي ان ايران لن تُستبعد منها. وقال انه بحث مع المسؤولين الأذربيجانيين قضايا ذات صلة بالتحضير للقمة وأطلعهم على نتائج مشاورات اجراها مع نظيره الايراني علي رحماني. وأضاف ان وزراء خارجية الدول الخمس سيجتمعون في العاصمة الكازاخية استانه تمهيداً لقمة الرؤساء في العاصمة التركمانية الخريف المقبل. وتطالب ايران بتقسيم قزوين الى خمسة قطاعات متساوية، فيما ترى اذربيجان وكازاخستان وروسيا ان كل دولة ينبغي ان تستمر الجزء القريب من أراضيها فقط.