صنعاء - "الحياة" -جددت صنعاء تأكيدها استكمال التحقيقات في تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن، واستجابتها طلباً أميركياً لتأجيل محاكمة المتهمين، وسط أنباء عن الإعداد لمعاودة فتح القسم القنصلي في سفارة الولاياتالمتحدة في العاصمة اليمنية غداً. وتأتي هذه الخطوة عشية وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز إلى صنعاء الاثنين المقبل. وأعلن أمس أنه سيناقش مع المسؤولين اليمنيين التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، فيما ذكرت مصادر مطلعة أن اليمن لم يستجب بعد مطالبة الولاياتالمتحدة بمزيد من التسهيلات العسكرية والأمنية. وذكرت مصادر في صنعاء أمس أن الخارجية الأميركية أبلغت السلطات اليمنية أنها ستعاود فتح القسم القنصلي في سفارتها في صنعاء ابتداء من السبت، وكانت أغلقته في التاسع من حزيران يونيو، اثر "تهديدات ارهابية" تلقتها السفارة. كما دعت رعاياها إلى مغادرة اليمن إذا رغبوا، وتلى ذلك خروج المحققين الأميركيين في تفجير "كول". وتسبب قرار مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي سحب موظفيه الخمسين من صنعاء، في جدل بين المكتب والخارجية الأميركية. وأكد المسؤولون اليمنيون أنهم يوفرون كل الحماية للديبلوماسيين والرعايا الأميركيين، ويرفضون أن يكون اليمن منطلقاً لأي أعمال ارهابية. وأوضح الدكتور رشاد العليمي وزير الداخلية اليمني في مقابلة نشرتها صحيفة "26 سبتمبر" أمس ان "التحقيقات الخاصة بقضية المدمرة كول استكملت، وأصبح ملف القضية جاهزاً للإحالة على القضاء". وقال إن "الجانب الأميركي طلب تأجيل احالة القضية على المحكمة، وتمت الاستجابة لهذا الطلب من جانب اليمن، لنرى ماذا لدى الأصدقاء الأميركيين من مستجدات أو معلومات جديدة يمكن أن تضاف إلى ملف القضية". وأشار مجدداً إلى أن صنعاء أبدت تعاوناً وتفهماً كاملين في ما يتعلق بالتحقيق في تفجير المدمرة في 12 تشرين الأول اكتوبر الماضي، وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل 17 من رجال البحرية الأميركية. وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن اغلاق القسم القنصلي في السفارة الأميركية فجأة، وترحيل بعض ديبلوماسييها وسحب فريق ال"اف. بي. آي" بذريعة وجود "تهديدات ارهابية"، اعتبرها وزير الداخلية اليمني "وهمية"، كانت تندرج ضمن ضغوط أميركية على صنعاء محورها بعض الجوانب المعلقة في قضية "كول" والتحقيقات التي تعتبر الولاياتالمتحدة أنها لم تكتمل، بالإضافة إلى مطالب طرحها مسؤولون أميركيون زاروا العاصمة اليمنية أخيراً. وزادت المصادر ان أهم هذه المطالب التي لم تلقَ تجاوباً بعد، الحصول على مزيد من التسهيلات العسكرية والأمنية للولايات المتحدة.