كشفت السلطات الهندية امس انها اعتقلت مواطناً سودانياً أقر بعلاقة تربطه بأسامة بن لادن، كان يخطط مع شريك له هندي الجنسية لتفجير السفارة الاميركية في نيودلهي بواسطة سيارة مفخخة. وشددت السلطات الاجراءات الأمنية حول السفارة، موضحة ان تنفيذ عملية التفجير كان مقرراً الشهر المقبل. واتضح من اعترافات السوداني عبدالرؤوف حواش ان اليمني عبدالرحمن الصعفاني هو الذي جنده لتنفيذ العملية، علماً ان الأخير تعتبره السلطات اليمنية المتهم الرئيسي بتفجير المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن في 12 تشرين الأول اكتوبر الماضي. واكدت ل"الحياة" مصادر موثوق بها في صنعاء ان اجهزة الأمن اليمنية والفريق الاميركي في عدن الذي يتولى التحقيق في الهجوم على المدمرة، توصلت الى معلومات تثبت تورط زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن بالهجوم. واشارت المصادر الى ان الصعفاني الذي فر من اليمن اصبح واحداً من أبرز مساعدي بن لادن. في نيودلهي أ ف ب، رويترز، أب، كشف مسؤول رفيع المستوى في "الوحدة الخاصة" التابعة للشرطة ان السوداني عبدالرؤوف حواش، اعتقل قرب حديقة عامة اول من امس و"في حوزته ستة كيلوغرامات من المتفجرات من نوع "آر. دي. إكس" ريسيرتش ديفلوبد اكسبلوسيفز ومعدات تفجير"، مع شريكه الهندي شامين سرفار من ولاية بيهار. وقال تشاند نائب رئيس الشرطة ان حواش الذي وصل الى الهند قبل ثماني سنوات "أقرّ خلال استجوابه بأنه على صلة بأسامة بن لادن"، وبأنه "جنّد" في شبكة الأخير عن طريق "اليمني عبدالرحمن الصعفاني بعد وصوله الى الهند". واوضح تشاند ان "المبلغ الذي تلقاه حواش وهو 500 الف روبيه 10 الاف و638 دولاراً يؤكد انه على صلة بشبكة ارهابية كبرى". واعتقل حواش وسرفار في "عملية مشتركة لشرطة نيودلهي ووكالات استخبارات"، بعدما تلقت معلومات منذ شهرين عن هجوم محتمل على السفارة الأميركية. وذكر تشاند ان حواش اعترف بأنه "كان يخطط لمهاجمة قسم التأشيرات في سفارة الولاياتالمتحدة، وتنكر مرات في شكل طالب لاستطلاع المنطقة". واوضحت الشرطة انه كان يقيم في نيودلهي منذ خمسة شهور، واعتقل فيما كان يبحث مع شريكه سرفار عن سيارة لاستخدامها في اعتداء بمتفجرات. وأبلغ تشاند وكالة "يونايتد نيوز اوف إنديا" ان العملية خطّط لها منذ سنتين بناءً على تعليمات من بن لادن الذي طلب، عبر قنواته، من حواش ان ينشئ قاعدة في الهند ويجنّد آخرين لمساعدته في التنفيذ. وتمكن السوداني، عبر سرفار، من تجنيد مهندس ميكانيكي متقاعد وعالم نووي متقاعد. وتلقى حواش وشركاؤه تأكيدات من جماعة بن لادن بأنهم سينقلون الى بلد آمن بعد تنفيذ العملية. وتشتبه الولاياتالمتحدة في مسؤولية بن لادن، عن تفجير سفارتيها في تنزانيا وكينيا عام 1998، مما أدى الى مقتل 224 شخصاً بينهم 12 اميركياً. تفجير "كول" وفي صنعاء أكدت مصادر موثوق بها ل"الحياة" ان الصعفاني يتولى تدبير عمليات هجومية ضد مصالح اميركية، ويجند منفذيها باتفاق مع بن لادن، مشيرة الى انه دبر تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن، والذي اسفر عن مقتل 17 بحاراً اميركياً. وكانت الحكومة اليمنية رفضت أخيراً مطالبة واشنطن بتسهيلات جديدة للمحققين الاميركيين تمكنهم من استجواب بضعة يمنيين متهمين بالضلوع في الهجوم على المدمرة، وذلك بصورة مباشرة ومنفردة، بالإضافة الى مطالبتها بتأجيل إحالة القضية على القضاء واعتراضها على هذه المسألة أكثر من مرة. واعتبرت صنعاء ذلك تجاوزات غير مقبولة لما اتفق عليه الجانبان في كانون الأول ديسمبر الماضي. وقالت مصادر قريبة الى اجهزة التحقيق اليمنية ل"الحياة" ان الجانب الاميركي غير متعاون تماماً في تقديم المعلومات التي يطلبها المحققون اليمنيون، والتي توصلت اليها التحريات الاميركية عن المتهمين الفارين وملابسات تتعلق بحادث المدمرة، من خارج اليمن، فيما تتعاون السلطات اليمنية في شكل كامل مع الفريق الاميركي الذي يضم 15 محققاً يتنقلون بين صنعاءوعدن. ولفتت الى ان الولاياتالمتحدة شرعت في ممارسة ضغوط على الحكومة اليمنية، وآخرها قرار اغلاق القسم القنصلي في السفارة الاميركية في صنعاء، وترحيل بعض الديبلوماسيين وتحذير رعاياها من عمليات "ارهابية" متوقعة في اليمن. وقالت المصادر ان هذه الضغوط تأتي لإجبار السلطات اليمنية على تقديم تسهيلات "مطلقة" لواشنطن في التحقيقات بتفجير "كول". الى ذلك، التقت السفيرة الاميركية في العاصمة اليمنية بربارا بودين أمس وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي، وشددت على أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس علي صالح الى واشنطن في غضون اسابيع قليلة تلبية لدعوة من الرئيس جورج بوش، واصفة العلاقات بين البلدين بأنها "متميزة". وكانت السفيرة قطعت اجازتها الاربعاء الماضي وعادت الى صنعاء من ايرلندا في ضوء قرار واشنطن خفض ديبلوماسييها في اليمن واغلاق قنصليتها.