سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون يرفض اطلاق مبادرة سياسية ... والادارة الاميركية تناقش كيفية تنفيذ تقرير ميتشل . اسرائيل تغتال ستة من "فتح" في الضفة وتقصف بالمروحيات مقراً للشرطة في غزة
مع اصرار حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على ابقاء الافق السياسي مسدودا امام اي تسوية سلمية مع الفلسطينيين، واصلت الاجهزة الامنية وقوات الاحتلال امس تنفيذ سياسة الاغتيالات وتدمير المنشآت الفلسطينية. فقتلت ستة شبان فلسطينيين في منطقة جنين في الضفة الغربية، وقصفت مقر للشرطة في مدينة غزة وهدمت مصنعا للكوابل بالقرب منها، واقتحمت قرية دار صلاح الفلسطينية قرب بيت لحم. وتوعدت حركة "فتح" والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية اسرائيل، في بيانات منفصلة، بالانتقام "السريع والمؤلم"، ردا على "عملية القتل المدبرة" التي راح ضحيتها فجر امس الفلسطينيون الستة وهم من افراد "كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكري لحركة "فتح".وشيع الشهداء الستة في جنازة جماعية سار فيها آلاف الفلسطينيين الى مقبرة مخيم الفارعة. راجع ص 4 و 5. ورفض شارون ان تناقش حكومته في جلستها الاسبوعية امس التقرير السري الذي اعده "مركز البحوث السياسية" في وزارة الخارجية واقترح فيه اطلاق مبادرة سياسية جديدة. واعتبر شارون النشر المسبق عن التقرير في الاذاعة العبرية مسّاً بالموقف الاسرائيلي الداعي اولاً الى وقف تام لاطلاق النار شرطاً لاستئناف المفاوضات. وتقتضي المبادرة بتسليم الفلسطينيين مساحة كبيرة من الاراضي تمهيداً لتنفيذ "الانسحاب الثالث". كما تقترح الشروع في مفاوضات للتوصل الى اتفاق مرحلي اضافي مع السلطة الفلسطينية الى جانب اتخاذ خطوات فورية للتسهيل على حياة الفلسطينيين. ولم يعتبر التقرير وقف النار تماما شرطا مسبقا. وفي غضون ذلك، عقد اجتماع امس في البيت الابيض لنواب "الرئيسيين"، اي كبار صانعي السياسة الاميركية، للبحث في الوضع في الشرق الاوسط في ضوء استمرار التأزم بين اسرائيل والفلسطينيين. وذكرت مصادر ل"الحياة" ان الاجتماع الذي حضره نواب المسؤولين الرئيسيين في الادارة ناقش مختلف الافكار المطروحة من اجل وضع حد للتدهور الامني وتطبيق توصيات ميتشل. وذكرت المصادر ان الاجتماع يأتي بعد اسبوع من قيام دائرة الشرق الاوسط والتخطيط السياسي في وزارة الخارجية بتقديم مذكرة تناولت افكارا واقتراحات للمرحلة المقبلة تشمل طبيعة التحرك الاميركي ومختلف الامور المطروحة مثل موضوع المراقبين وفترة الهدوء. وتوقعت المصادر ان يغادر نائب مساعد وزير الخارجية السفير ديفيد ساترفيلد واشنطن الى المنطقة هذا الاسبوع. وأكدت مصادر امنية وشهود عيان فلسطينيون ان الشبان الستة استشهدوا في "كشك" قريب من مرآب لتصليح السيارات قرب مخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين في منطقة جنين "نتيجة لعملية تصفية مدبرة نفذت من خلال تفخيخ الكشك الذي اعتاد الشبان الذين تقع اسماؤهم في اعلى قائمة المطلوبين لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي اللجوء اليه بعيدا عن اعين الاسرائيليين وعملائهم". وجرح جنديان اسرائيليان بعد ظهر امس قرب مدينة طولكرم خلال اطلاق نيران ووصفت جروح احدهما بأنها خطرة. ودانت مصر وجامعة الدول العربية امس ا ف ب تصفية اسرائيل الفلسطينيين الستة. واعلن وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر للصحافيين ان مصر دانت الممارسات الاسرائيلية على الدوام، وان بلاده تواصل بذل جهودها لوضع حد للعنف. وقال ان "الرئيس حسني مبارك يستقبل غدا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يصل الى القاهرة في اطار جولة عربية". من جهته، حذر الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى من "سكوت المجتمع الدولي على هذه العربدة الاسرائيلية"، وقال ان "هذا السكوت يزيد من عربدة حكومة شارون وسوف يزيد المقاومة الفلسطينية لهذا التصعيد". واضاف: "لا يمكن وصف سياسة الحكومة الاسرائيلية الا بانها سياسة كارثية ولا بد من مواجهتها بكل قوة". وقصفت مروحيات حربية اسرائيلية بالصواريخ امس مقر كلية الشرطة العسكرية في مجمع الجوازات الحكومي "مدينة عرفات" وسط مدينة غزة، مما اسفر عن اصابة اربعة فلسطينيين بجروح طفيفة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان القصف استهدف مخزن الاسلحة الشخصية الخفيفة لافراد الشرطة الذي يودعون داخله بنادقهم حال انتهائهم من عملهم. واكد الجيش الاسرائيلي من ناحيته في بيان ان القصف استهدف "مصنعا لقذائف الهاون". وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي دمرت في وقت سابق من نهار امس مبنى "شركة الكوابل الفلسطينية"، قرب معبر، وهي المصنع الفلسطيني الوحيد الذي ينتج الكوابل ويزود كل الاراضي الفلسطينية بها.