اختارت مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس العاصمة الروسية مكاناً لإعلان عزم الرئيس جورج بوش على تجاهل معاهدة عالمية تحول دون خطة الدرع الصاروخية، وقعت العام 1972. وابدت موسكو موافقة ضمنية على إلغاء المعاهدة، في صفقة تُلغى بموجبها القيود الاميركية المفروضة على التعامل التجاري مع روسيا، باعتبار الأخيرة في مرحلة انتقالية نحو اقتصاد السوق. وبرر وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف تراجع بلاده عن اعتبار المعاهدة "ركيزة للأمن العالمي" بقوله إن روسياوالولاياتالمتحدة "تبحثان عن سبل لإقامة نظام جديد للأمن"، ملمحاً بذلك الى ان موسكو تأمل بأن تؤدي دور "الشريك" في مثل هذا النظام. ولخصت رايس حصيلة مفاوضات أجرتها في موسكو، تمثلت بلقاءين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بقولها ان "الحرب الباردة انتهت، وأمامنا الآن مهمة مواجهة الأخطار المشتركة"، معلنة ان بلادها ستمضي قدماً في التجارب لتطوير الدرع الصاروخية. وعلى رغم تأكيد ايفانوف أن موقف بلاده الرسمي يظهر تمسكاَ شكلياً في تلك المعاهدة، أوضح سكرتير الامن القومي الروسي فلاديمير روشايلو اثر لقائه نظيرته الاميركية ان خبراء سيبدأون بالبحث عن صيغة قانونية لبديل من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ اي بي ام المبرمة عام 1972. ويتوقع ان يوقع الرئيسان بوش وبوتين المعاهدة البديلة اثناء زيارة الأخير لواشنطن، الخريف المقبل. وارفق البيت الابيض ضغوطه على موسكو، بما وصف ب"انزال اميركي" في موسكو قوامه رايس ووزيرا المال والتجارة بول أونيل ودونالد ايفانس اللذان اعلنا ان بلادهما "مستعدة لمحو الماضي والسير نحو نتائج ايجابية، بينها طلب بوتين" اعتبار ان روسيا أنجزت التحول إلى اقتصاد السوق، مما يؤهلها للانضمام الى منظمة التجارة العالمية. وأعلن اونيل أن وفداً من رجال الأعمال والصناعيين الأميركيين سيزور موسكو، الخريف المقبل، ووصف المناخ الإقتصادي في روسيا بأنه "مشجع". ورأى بعض المراقبين الروس في موقف الولاياتالمتحدة نوعاً من "تحلّيةالسمّ" موقتاً، الى حين اكتمال اجراءات إلغاء المعاهدة.