} فشلت القيادة الروسية في اقناع وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر خلال محادثات في موسكو أمس، بأن تقوم برلين بوساطة بينها وبين واشنطن في شأن مشروع الدرع الصارخي الأميركي، موضع الخلاف بين البلدين. وأشار سكرتير مجلس الأمن القومي الى احتمال لقاء قريب بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش. وألمح الى إمكان تعاون البلدين في تنفيذ قرارات الأممالمتحدة حيال افغانستان. التقى وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر في موسكو أمس، نظيره الروسي ايغور ايفانوف الذي أكد رغبة بلاده في "محادثات بناءة لدعم الاستقرار الاستراتيجي" في العالم. وأشار الى امكان "التعاون مع ألمانيا" في هذا المجال، ملمحاً الى رغبة الكرملين في التوصل الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة يضمن عدم خروج الأخيرة من معاهدة 1972 المتعلقة بالردع الصاروخي والتي تعتبرها موسكو اساساً للتوازن الاستراتيجي. وفي المقابل، أشار فيشر الى ان برلين لن تكون وسيطاً بين موسكووواشنطن. وذكر ان المانيا بوصفها عضواً في حلف شمال الأطلسي، ملتزمة التضامن مع الولاياتالمتحدة بوصفها "أقرب الشركاء" في الحلف. لكنه أضاف ان القرارات المتعلقة بالردع الصاروخي لها "طابع مصيري للأمن في ألمانيا"، لذا فإن برلين تحرص على اجراء اتصالات في شأنها مع واشنطنوموسكو. ورأى مراقبون ان هذا التصريح يؤكد رغبة الألمان والأوروبيين عموماً، في التوصل الى حل وسط. ونقلت صحيفة "كوير سانت" عن مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى أن فيشر دعا الى تعديل المعاهدة بموافقة الطرفين باعتبار ان انتهاكها من جانب واحد، سيؤدي الى انهيار كل منظومة الاتفاقات المتعلقة بنزع السلاح. وشدد سكرتير مجلس الأمن القومي سيرغي ايفانوف على ان موسكو "لا تدعو برلين الى الوساطة او التوسط لدى واشنطن"، لكنه أضاف ان موضوع الردع الصاروخي أوسع من نطاق العلاقات الثنائية بين روسياوالولاياتالمتحدة، لذا فإنه سيبحث مع سائر الأطراف المعنية. وأشار الى انه سيلتقي غداً الخميس خافيير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والدفاعية ثم يعقد جلسة مفاوضات مع الأمين العام لحلف الأطلسي جورج روبرتسون. وأعلن ايفانوف امس، انه سيلتقي نظيره الأميركي كولن باول في 24 الشهر الجاري في القاهرة. وأضاف: "نحن مستعدون للاخذ في الاعتبار وجود اي قلق لدى شريكنا الاميركي للتوصل الى حل مشترك" للمشكلة الناجمة عن المشروع الاميركي لنشر درع مضادة للصواريخ. إلا أن المحادثات الأهم فيتوقع ان تجرى في اطار قمة روسية - أميركية قال ايفانوف انه لا يستبعد عقدها قبل اجتماع قمة الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا في جنوا. وشدد سيرغي ايفانوف على استعداد روسيا للحوار، وألمح الى انها لم تعد مصرة على التمسك بنص المعاهدات السابقة. كما أشار الى "تطابق أخطار" روسية واميركية حيال قضايا كثيرة بينها ما يتعلق بالقرارات الدولية في شأن حركة "طالبان". ويذكر ان مجلة "تايم" الاميركية كانت اشارت الى تعاون بين الاستخبارات الروسية والأميركية لتنظيم عملية مشتركة ضد اسامة بن لادن. ومن جهة أخرى، تطمح روسيا الى الحصول على دعم اوروبي لموقفها في التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة. وفي هذا الاطار، بحث فيشر في تفاصيل قمة تجمع بوتين بالمستشار الألماني غيرهارد شرويدر في سانت بطرسبورغ مطلع نيسان ابريل المقبل. وكان الزعيمان عقدا لقاء غير رسمي اثناء زيارة شخصية قام بها شرويدر لموسكو في عيد الميلاد الارثوذكسي مطالع العام الحالي. ويأمل بوتين الذي كان عمل في ألمانيا كضابط في الاستخبارات السوفياتية ان تصبح برلين جسراً بينه وبين بوش.