أبلغ الرئيس الاميركي جورج بوش قادة الكونغرس قراره الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ ايه بي ام الموقعة عام 1972. وذكرت وكالة انترفاكس الروسية نقلا عن مصادر دبلوماسية ان روسيا تبلغت ان الولاياتالمتحدة ستعلن رسميا قرارها الانسحاب من المعاهدة، ولوحت موسكو بأن إنهاء الالتزام الأميركي بالمعاهدة "يطلق يد روسيا" فيما يخص التزاماتها بمعاهدتي الحد من التسلح "ستارت 1" و"ستارت 2"، ملمحة الى أنها قد تلجأ الى تطوير صواريخ استراتيجية تشمل تقنيات تحرمها معاهدة "ستارت 2" بين البلدين. وقال زعيم الغالبيةالديموقراطية في مجلس الشيوخ توماس داشل ردا على سؤال حول قرار واشنطن الانسحاب من المعاهدة: "نعم تم ابلاغنا". لكنه لم يوضح متى سيعلن بوش قراره. وجاء كلامه في البيت الابيض في ختام فطور العمل الاسبوعي مع الرئيس بوش برفقة القادة الكبار الاخرين في الكونغرس. وكان مسؤولون في الادارة الاميركية افادوا أول من أمس ان بوش سيتخذ هذا القرار"قريبا". ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر روسي ان موسكو كانت تعلم مسبقاً بنية البيت الأبيض الإعلان اليوم رسمياً عن بدء عملية الانسحاب من المعاهدة، موضحاً أن المادة 15 من المعاهدة تنص على حق اي من طرفيها ابلاغ الطرف الآخر قرار انسحابه قبل ستة اشهر. وأضاف المصدر الروسي ان موسكو "مستعدة لتطور من هذا النوع". وقال انها اتخذت اجراءات لضمان امنها القومي سيتم الإعلان عنها بعد ان يبلغ بوش الكرملين قراره رسمياً. ونفى المصدر الذي وصفته "انترفاكس" بأنه قريب من الكرملين ان يكون وزير الخارجية الأميركي كولن باول أطلع المسؤولين الروس على نيات واشنطن. وأشار الى أن هذه المسألة كانت احد محاور المحادثات مع باول غير انه لم يحدد تاريخاً معيناً مضيفاً أن هذا الموضوع يناقش على مستوى الرؤساء فقط. من جانبها لم تعلق الخارجية الروسية على التصريحات، واكتفى مصدر في الخارجية بالقول إن "موسكو لن تضخم الأمور وستتابع تطورات الموقف". وكانت الخارجية الروسية اعلنت قبل ايام ان معاهدة "اي بي ام" لا تزال تشكل ركناً مهماً لضمان الأمن الاستراتيجي في العالم. غير ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف كان ذكر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع باول ان موسكو لا تستبعد اتخاذ واشنطن قراراً كهذا، وأكد ان "البرامج الروسية للأمن القومي" وضعت في الاعتبار هذا الاحتمال. ومن جهته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما البرلمان ديمتري روغوزيف ان انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة "اي بي ام" لن يشكل "تطوراً دراماتيكياً للأحداث" غير انه يدفع موسكو الى "وضع تصورات جديدة للأمن الاستراتيجي". وأضاف ان إنهاء الالتزام الأميركي بالمعاهدة "يطلق يد روسيا" فيما يخص التزاماتها بمعاهدتي الحد من التسلح "ستارت 1" و"ستارت 2". وأشار الى أن موسكو قد تعمل على الحفاظ على مخزونها الصاروخي وتطوير صواريخ استراتيجية ثقيلة تشمل تقنيات كانت "ستارت 2" تحرّمها. وأشار الى انه سيكون على روسيا ان تخطط للحفاظ على قوتها النووية الاستراتيجية بما يلبي حاجات امنها. وأكد روغوزيف ان الإجراءات المضادة التي ستتخذها روسيا تستند الى "قاعدة قانونية". غير انه استبعد "حدوث تدهور حاد" في العلاقات الروسية الأميركية بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من المعاهدة، مشيراً الى أن العلاقات ستشهد تغيراً في شكلها فقط. ومن جهته ذكر زعيم المعارضة اليسارية غينادي زيوغانوف ان واشنطن "انسحبت بالفعل من جميع تعهداتها منذ وقت طويل". وأضاف ان الإدارة الأميركية "تعمل على فرض إرادتها على دول العالم" ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى "التفكير الجدي بالأمن الاستراتيجي لروسيا وبالمخاطر التي تهددها بعد القرار الأميركي".