يجري الرئيس حسني مبارك اليوم محادثات مع كل من الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز والمبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط أندريه فودفين. وأعلن وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر أن القاهرة ستعيد على مسامع بيريز بنود الموقف المصري الثابت وضيقها من الممارسات الإسرائيلية التي تعرض المنطقة كلها ومصالح جميع الدول للخطر. وأوضح مجدداً أن زيارة بيريز هي بناء على طلبه. وكانت زيارة بيريز الاخيرة لمصر في 29 نيسان ابريل الماضي تسببت في موجة من السخط في الأوساط السياسية المصرية بعد أن ورّط مبارك في تصريحات تفيد التوصل إلى اتفاق فلسطيني - إسرائيلي على وقف النار. وتعد زيارة بيريز الأولى في عهد نظيره المصري احمد ماهر، كما أنها الأولى لمسؤول إسرائيلي بارز بعد قرار لجنة المتابعة العربية في 19 آيار مايو الماضي بوقف الاتصالات السياسية مع إسرائيل، وهي اللجنة التي ستعقد اجتماعاً جديداً الأربعاء المقبل بناء على توصية من مجلس التعاون الخليجي للبحث في الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة على الشعب الفلسطيني وتفعيل سبل تقديم الدعم له. وقبيل استقباله بيريز، يلتقي مبارك المبعوث الروسي الخاص الى الشرق الأوسط أندريه فودفين للبحث في الأوضاع المتدهورة في المنطقة. وسيجري فودفين محادثات مع كل من ماهر والأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى. كذلك يستقبل مبارك الرئيس الفلسطيني ظهر اليوم للبحث في المجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وسلطته. واستبعدت مصادر فلسطينية عقد لقاء ثلاثي يضم كلا من بيريز وعرفات ومبارك. وأكدت ان عرفات سيصل الى القاهرة في ساعات ما بعد الظهر للمشاركة في اجتماعات لجنة المتابعة العربية، فيما من المقرر ان يصل اليها بيريز في الصباح، مشيرة الى انه لم يجر اي ترتيب مسبق لمثل هذا اللقاء. انتقادات شعبية لزيارة بيريز وفي أول رد فعل شعبي رافض لزيارة بيريز، وجهت هيئة شعبية مصرية رسالة احتجاج الى ماهر اعتبرت فيها أن "توقيت الزيارة لا يتناسب مع سلوك الحكومة الإسرائيلية". ولفتت الرسالة التي وجهتها أمس اللجنة الشعبية المصرية لدعم الانتفاضة إلى أن "زيارة بيريز تتواكب مع تهديدات من حكومته بشن حرب على بعض الدول العربية وفي أعقاب ما عُرف عن قتل الجيش الإسرائيلي جندياً مصرياً في مدينة رفح الحدودية منذ اسبوع". وتضم اللجنة الشعبية ممثلين عن أحزاب المعارضة والنقابات المهنية والعمالية ومراكز وجمعيات أهلية وحقوقية، وكانت نجحت في إرسال خمس قوافل إغاثة إلى الشعب الفلسطيني من خلال حملات تبرعات جماهيرية بلغت قيمتها ما يزيد على ثلاثة ملايين جنيه. وحذرت من أن زيارة "بيريز فك لطوق العزلة الذي يجب أن يحيط بإسرائيل بعد قرار الجامعة العربية وقف الاتصالات الديبلوماسية معها". ولفتت إلى أن اللجنة كانت "تأمل في أن تكون مصر، باعتبارها مقر الجامعة العربية وأهم دولها، في مقدم الساعين إلى تطبيق هذا الإجماع في محاصرة إسرائيل".