قال وزير الخاجية المصري أحمد ماهر إن مهمته في إسرائيل والأراضي الفلسطينية كانت في إطار جهود القاهرة "لمعالجة الموقف الصعب جداً والخطير في الأراضي المحتلة وفي فلسطين، وأن الرئيس حسني مبارك كلفه لقاء المسؤولين الإسرائيليين ليحذرهم من خطورة الاستمرار في عمليات لن تحقق الأمن ولن تحقق السلام"، و"وقف هذه الممارسات والدخول في مفاوضات جادة من أجل التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة". وأضاف ماهر عقب عودته من مهمته في ساعة مبكرة من صباح أمس ان الجانب الإسرائيلي استمع جيداً الى "الرسالة المصرية" التي جرت مناقشات حولها، معترفاً بأن هذه المناقشات لم تؤد الى اتفاق في الآراء "هذا ليس سراً ولكنها رؤيتنا لتحقيق الأمن لجميع الأطراف". وأوضحت مصادر سياسية في القاهرة ل"الحياة" أن زيارة ماهر كانت تهدف إلى تحذير إسرائيل من المساس بالسلطة الفلسطينية وبشخص الرئيس ياسر عرفات، الذي ترى القاهرة أنه الوحيد القادر على قيادة الشعب الفلسطيني في هذه الفترة الحرجة. وأشارت المصادر الى أن ماهر أبلغ إسرائيل أن الحرب المستمرة على السلطة ستكون عواقبها وخيمة على الإسرائيليين انفسهم وعلى المنطقة كلها، وأن ماهر دعا الحكومة الإسرائيلية الى التخلي عن "شروط تعجيزية" لوقف عدوانها، وتوفير المناخ لعرفات للتحرك في الداخل والخارج ليتمكن من ممارسة مهامه، وأبلغ الحكومة الإسرائيلية بوضوح أن قتل عرفات مادياً أو أدبياً سُيغرق الجميع في الفوضى. واعتبرت المصادر أن الاجتماع الأمني الثلاثي الذي دعا اليه الجنرال انتوني زيني كان إحدى ثمار محادثات ماهر، الذي أكد في تصريحاته امس ان الاستمرار في ممارسات استفزازية لن يؤدي الى تحقيق الأمن لجميع الاطراف، خصوصاً أنها جُربت خلال الاشهر الماضية ولم تحقق أي نتيجة. وأشار إلى أنه التقى وزير الدفاع الإسرائيلي بناء على طلبه، في المطار قبيل عودته إلى القاهرة، وقال: "كررت عليه الرسالة وهو المسؤول عن تصرفات الجيش الإسرائيلي في الضفة". وأوضح ان الوزير الإسرائيلي "طالب بقيام السلطة الفلسطينية بإجراءات معينة، والامتناع عما يزيد التوتر والعنف". وأعرب عن قناعته بأن تقترن "اجراءات طرف بإجراءات يتخذها الطرف الآخر حتى يكون هناك تشجيع متبادل على التحرك الايجابي لوضع حد للموقف البالغ الخطورة". وقال إنه أكد لوزير الدفاع الإسرائيلي ولغيره ان المشكلة لن تحل بالوسائل العسكرية والعنف، بل بالمفاوضات، ونفى ان يكون طلب من إسرائيل السماح بخروج عرفات للمشاركة في اجتماعات الدوحة، وأضاف: "هذا الموضوع لم أتناوله، بل طالبت بوضع حد لحصار المدن الفلسطينية ولما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عنت ومن مضايقات في حياته اليومية وتعرضه لمعاملة غير انسانية وعدوان وإجراءات استفزازية". ودعا إلى عدم الربط بين زيارته لإسرائيل وأراضي السلطة وبين اجتماعات الدوحة، وقال إن "الموقف في الاراضي المحتلة متفجر. ورأى الرئيس مبارك إيفادي برسالة ستتلوها تحركات وخطوات". وأكد أنه لمس تجاوباً من الجانب الفلسطيني، مشيراً الى دعوة الجنرال زيني الى اجتماع امني عسكري اميركي - فلسطيني - إسرائيلي. إلى ذلك، تم تأجيل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي دعت اليه سورية وكان مقرراً عقده في الدوحة غداً. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ل"الحياة" إنه اجرى مشاورات مع وزراء الخارجية وتم الاتفاق على الاكتفاء باجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي سيعقد في الدوحة الاثنين. وأشار إلى أن الاجتماعين "ليسا مطلوبين الآن، خصوصاً أن الدول العربية كلها اعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وستحضر الاجتماع". نافياً ربط هذا الإلغاء بأي تطورات أو تحركات سياسية أخرى. وقال إنه اتفق مع الوزراء العرب على عقد اجتماعهم في القاهرة في موعد يجري تحديده عقب اجتماعات الدوحة. وأوضحت مصادر سياسية عربية في القاهرة ل "الحياة" أن الاجتماع الذي كان مقرراً له من البداية ان يكون للجنة المتابعة والتحرك، شهد خلافات في مكان عقده بعدما دعت سورية إلى تحويله إلى اجتماع وزاري طارئ، وأن عدداً كبيراً من الوزراء طلب عقده في الدوحة لكي يتمكنوا من المشاركة في اليوم التالي في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي، واعترض بعض الوزراء وأصروا على ان يكون الاجتماع في القاهرة كما كان مقرراً، وبعد مشاورات واتصالات خلال الساعات القليلة الماضية تقرر تأجيل الاجتماع تجنباً لمزيد من الخلافات.