أشاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بموقف مصر والرئيس حسني مبارك القوي والمتين لدعم القضية الفلسطينية. وقال عرفات في تصريحات للمحررين الديبلوماسيين عقب لقائه وزير الخارجية أحمد ماهر ظهر أمس في مقر الوزارة إنه وجه الشكر لمبارك خلال استقبال الرئيس له صباح أمس على موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية، وأشار عرفات إلى أن محادثاته مع مبارك ومع ماهر تناولت بحث موضوعات اساسية، "خصوصا أمام هذا العدوان الخطير والمستمر ضد الشعب الفلسطيني"، وهو العدوان الذي استمر أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في مطار غزة، مشيراً إلى أن "القوات الإسرائيلية الموجودة بجوار مطار غزة خلال الاجتماع قامت بقتل أحد الاخوة الفلسطينيين وجرح 11 فلسطينياً. وتلقيت اسماءهم خلال الاجتماع وقدمتها لبيريز. ثم فتحت القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين في أكثر من منطقة في بيت لحم والخليل وخان يونس ولكنهم ركزوا عدوانهم على رفح". وقال عرفات إنه خلال الأيام الثلاثة الماضية سقط أكثر من 230 جريحاً و21 شهيداً. بالاضافة إلى هدم عدد من المنازل. وأوضح الرئيس عرفات أن القوات الإسرائيلية استخدمت في عدوانها للمرة الأولى القنابل الارتجاجية. وهي قنابل محرمة دولياً. والتي تؤثر على الأعصاب وتسبب شروخاً في المنازل المجاورة لها. ورداً على سؤال حول لقائه بيريز قال عرفات: "على رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، إلا أنني لم أوقف الاجتماعات السياسية، وطلبت من أحمد قريع رئيس المجلس التشريعي وصائب عريقات كبير المفاوضين أن يستجيبوا للاجتماع مع بيريز امس في غزة وفي الوقت نفسه أعطيت أوامر للضباط الفلسطينيين للاجتماع مع الجانب الإسرائيلي". ومن جانبه صرح ماهر بأن "هناك وضعاً متعلقاً بالقضية الفلسطينية تعالجه مصر بكل الاهتمام والقوة. كما أن هناك وضعاً خاصاً يتعلق بمحاربة الإرهاب وهذا أيضاً تتولاه مصر لانها عانت من الإرهاب ويهمها أن تكون هناك مقاومة له تحت غطاء دولي". وأضاف ماهر أن ما قاله مبارك من أن السماح باستمرار حال اليأس والإحباط في الاراضي الفلسطينية بسبب السياسات الإسرائيلية يتيح لمن يريدون استغلال الوضع. ورداً على سؤال إن عرفات قد بدا خلال زيارته للقاهرة محبطاً من تصرفات إسرائيل قال ماهر: "كلنا محبطون من تصرفات الحكومة الإسرائيلية لأنها وعدت ولم تف بوعودها، ومع ذلك فإن هناك استمراراً في المحاولة وخصوصا أننا لمسنا لدى الحكومة الأميركية رغبة في المساعدة على رغم انشغالها". وكان مبارك استقبل عرفات أمس وبدأ اللقاء بجلسة محادثات اقتصرت عليهما ثم انضم من الجانب المصري وزير الخارجية والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري، ومن الجانب الفلسطيني وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث وسفير فلسطين في القاهرة السيد زهدي القدرة والسيد نبيل أبو ردينة المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني. وأوضحت مصادر سياسية مصرية أن عرفات أطلع مبارك على نتائج لقائه وزير الخارجية الإسرائيلي والاتصالات الدولية التي تمت من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والسبل الكفيلة بتنفيذ تقرير لجنة ميتشل وتفاهمات تينيت. كما ناقشت التصعيد الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية. وكان عرفات أعرب عن أسفه لوجود قرارات عسكرية بالتصعيد ضمن خطة "أورانيم" الإسرائيلية التي أدت إلى تدهور الوضع على رغم لقاءاته السياسية التي جرت مع بيريز. وقال عرفات عقب وصوله إلى القاهرة للقاء مبارك: "على رغم مقابلاتي السياسية مع بيريز، الا ان هناك تصعيداً متعمداً من القيادات العسكرية وبعض القيادات السياسية الإسرائيلية على كل الجبهات الفلسطينية". ووصل الرئيس الفلسطيني بعد ظهر امس الى العاصمة الاردنية عمان حيث كان من المقرر ان يبحث مع الملك عبدالله الثاني في آخر تطورات الاوضاع في المنطقة، حسب قول مسؤولين اردنيين.