عقد الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس في مقر رئاسة الجمهورية جلسة محادثات موسعة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وصل إلى القاهرة في وقت سابق أمس من باريس، وحضر المحادثات عن الجانب المصري وزير الخارجية السيد أحمد ماهر والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس، وعن الجانب الفلسطيني وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث ووزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات وسفير فلسطين في القاهرة السيد زهدي القدرة ونبيل أبو ردينة مستشار عرفات. وعقب المحادثات أعلن ماهر أن عرفات أبلغ مبارك أن زيارته لفرنسا كانت مشجعة وأنه شعر في باريس بتزايد المساندة الدولية للجهود المبذولة حالياً لتخطي المرحلة الصعبة التي تمر بها فلسطين من جراء التعنت الإسرائيلي والسياسة العدوانية للحكومة الإسرائيلية. وأشار ماهر إلى تلقي عرفات مساندة فرنسية لجهود تنفيذ تقرير ميتشل وتحريك المبادرة المصرية - الاردنية، كما أطلع عرفات مبارك على الاتصالات التي أجراها مع الرئيس الاميركي جورج بوش. وأعرب ماهر عن رؤيته بأن ثمة شعوراً متزايداً بأن المبعوث الاميركي الجديد السفير ريتشارد بيرنز وصفه ماهر بأنه صديق سيعمل على أن تسير الأمور قدماً اذ سيعمل على وضع آلية تنفيذ ما ورد في تقرير ميتشل من خلال جدول زمني. ونوه ماهر بقبول الفلسطينيين للتقرير وكذلك "قبول واشنطن غير المشروط" به داعياً إلى موافقة إسرائيلية "حقيقية" على التقرير. وقال ماهر إن إسرائيل ادعت قبول التقرير ورفضت في الوقت نفسه إحدى نقاطه الجوهرية وهي تجميد الاستيطان، وشدد على أن ليس من المتصور التقدم نحو المفاوضات الجادة من دون أن تكف إسرائيل عن استيلائها على الأراضي الفلسطينية وإقامة مستعمرات غير شرعية. وعقد الوفدان المصري والفلسطيني اللذان شاركا في محادثات مبارك وعرفات جلسة محادثات مشتركة بعد لقاء الزعيمين استكملا فيها محادثاتهما وتناولا خطوط التحرك المشترك في المرحلة المقبلة خصوصاً الاتصالات التي ستجري مع المبعوث الاميركي. وأعلن ماهر أن مصر ترحب بزيارة وزير الخارجية الاميركي كولين باول لمصر في أي وقت، نافياً علمه بأي خطط لزيارة يقوم بها باول للقاهرة ضمن جولته الافريقية الحالية. وأكد في الوقت نفسه أن الدعوة الفلسطينية لعقد مؤتمر لأطراف مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في تشرين الاول اكتوبر الماضي ما زالت مطروحة وإن لم تبحث بالتفصيل. وأعلن ماهر ترحيب مصر بهذه الدعوة ووصفها بأنها معقولة "وإذا تمت فسيكون هذا شيئاً جيداً". وعاد ماهر ليؤكد أن توصيات تقرير ميتشل عبارة عن حزمة متكاملة ومترابطة، داعياً إلى تنفيذها كاملة بهدف خلق جو ملائم لاستئناف المفاوضات وخصوصاً وقف الاستيطان. وحذر ماهر من اعتبار تقرير ميتشل، رغم جدارته، مرجعية جديدة، وقال إن مرجعية عملية السلام هي قرارات مجلس الأمن رقمي 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام. وأعرب ماهر عن دهشته لزيارة وزير خارجية موريتانيا لإسرائيل، وقال إن الأمين العام للجامعة العربية سيجري اتصالات في هذا الشأن، ولكنه اعتبر أن الوزير الموريتاني كان حسن النية وتصور أنه يخدم بزيارته القضية، ورفض ماهر تصور أي هدف آخر للزيارة، معتبراً الزيارة قراراً سيادياً لدولة ذات سيادة. ووصل الرئيس الفلسطيني ا ف ب بعد ظهر امس الى العاصمة الاردنية عمان وتوجه فور وصوله الى مقر اقامة العاهل الاردني الملك عبدالله وبدأ اجراء محادثات معه.