بيروت - "الحياة" -تتجه قضية شركة طيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية ميدل ايست نحو مزيد من التصعيد، خصوصاً ان نقابات الموظفين الثلاث فيها لا تزال على موقفها الرافض إنهاء خدمات 1450 موظفاً، في حين لوحت الدولة أخيراً بإعلان افلاس الشركة، بعد اجتماعين عقدا أول من أمس، الأول بين حاكم مصرف لبنان الذي يملك 99 في المئة من أسهم الشركة رياض سلامة ورئيس مجلس ادارتها محمد الحوت، والثاني لمجلس ادارتها، بُحثت خلالهما هذه المسألة من دون ان يتخذ أي قرار. وفي حين تستأنف نقابات الطيارين والمضيفين والعاملين في "ميدل ايست" اليوم، اعتصاماتها احتجاجاً على صرف الموظفين، سجلت أمس مواقف عدة من هذه القضية وقضايا مطلبية أخرى، أبرزها ل"حزب الله" الذي أعلن مساندته موظفي "ميدل ايست"، ومصادر وزارية أكدت اصرار الحكومة على قرارها دعم ادارة الشركة بالنسبة الى قرارات الصرف. وقالت المصادر الوزارية ل"الحياة" ان خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير الجمعة الماضي عن الاوضاع الداخلية "معقول ومعتدل، وحمل رسائل عدة عن استعداد الحزب لاتباع سياسة عقلانية بعد سلسلة المواقف التصعيدية التي شهدتها العلاقة بينه وبين الحكومة ومع قوى سياسية أخرى حليفة لها". ولاحظت ان اشارة نصرالله الى عدم رغبة الحزب في الدخول في سجال مع أي كان من المسؤولين يدل الى "رغبته في خفض حدة التوتر والتشنج" التي ظهرت خلال الجلسة النيابية كمناقشة الموازنة بين نواب الحزب ورئيس الحكومة رفيق الحريري. وأوضحت المصادر ان كلام نصرالله الذي رفض فيه ان تكون مطالب الحزب، او تأييده التحركات المطلبية مكافأة له على دوره الرئيس في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وتحرير الجنوب "هو نوع من الاستيعاب لبعض المواقف الانفعالية" التي شهدتها الجلسة النيابية حين قال النائب عمار الموسوي: "اننا حررنا البلد بدمائنا ولا نطلب منّة من أحد". وهذا ما لقي استغراباً من الكثير من القوى السياسية اثناء الجلسة. ولفتت المصادر الى ان "اللهجة الاستيعابية لنصرالله تساعد في ضبط حدود المواجهة بين الحزب والحكومة في القضايا المطلبية التي اعلن نصرالله تمسك الحزب بموقفه منها وبالدفاع عن قضايا المظلومين". وعلى رغم الخلاف بين الحكومة ونصرالله على طريقة طرح القضايا المطلبية، وبخاصة قضية موظفي "ميدل ايست"، فإن خطابه بهذا المعنى يتيح التفكير بعقلانية اكثر في طريقة إدارة الخلاف بين الحزب والحكومة. حتى ان هذه المصادر الوزارية نقلت عن الحريري قوله: "ان خطاب نصرالله معقول، فنحن لا نريد مواجهة مع "حزب الله" ولا نريد ان تتصاعد الخلافات السياسية، لكننا نختلف مع الحزب في طريقة اثارته القضايا المطلبية وبخاصة في ميدل ايست". لكن المصادر سألت هل ينعكس موقف نصرالله هذا، في الايام القليلة المقبلة، على الطريقة التي سيدير فيها "حزب الله" مساندته الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها بعض الافرقاء والنقابات في مطار بيروت حول صرف الموظفين من "ميدل ايست"؟ وفي هذا السياق، أكد وزير المال فؤاد السنيورة ان "موضوع "ميدل ايست" اساسي لان كلفته تقع على المواطنين"، داعياً الى البحث في هدوء وصراحة "اذ لكل شيء نتائج واعباء يجب ان نتحملها". وقال: "اذا اردنا دعم "ميدل ايست" والحفاظ على عمل 4200 موظف يمكننا فعل ذلك، ولكن علينا ان ندفع ثمنه، أما ان نبقيهم ولا ندفع الثمن فهذا لا يمكن". وأضاف "ليس من عمل الدولة ادارة شركة طيران ولا من عمل المصرف المركزي ان يمتلك شركة طيران. اذا اردنا تحسين وضع الشركة فلنترك للقطاع الخاص ادارتها، وهو يحمل العلم ونحن ندعمه ضمن الامكانات المتاحة لدينا". ورأى رئيس كتلة "حزب الله" النيابية محمد رعد ان "هناك ظلماً يلحق بموظفي "ميدل ايست" ونحن متعاطفون معهم"، داعياً الى "توظيفهم ضمن مراكز المطار ومؤسساته". وأضاف في حديث الى إذاعة "صوت الشعب": "نحن حتى الآن لم نلعب لعبة النزول الى الشارع، واعتقد ان رصيدنا فيها كبير. ولأن هذه اللعبة سريعة الحسم في التعاطي مع الحكومة، وخطيرة في آن، نتجنب ان نلعبها ونتمنى الا نصل الى خروج الناس الى الشارع". وتابع: "لا نعتقد ان صرف العمال حل لمشكلتها، فإذا كان هناك خلل في التوظيف فهم لا يتحملون مسؤوليته. وكذلك فإن الخسائر التي تنجم عن الشركة ليس سببها الموظفون بل الادارة التي لم تحسن ادارتها". وتطرق رعد الى موضوع سرقة التخابر الدولي، فأسف لاتهام "حزب الله" الذي "لا يملك أي مركز للاتصال لا للتخابر الدولي ولا للتخابر المحلي، ووزير الاتصالات جان لوي قرداحي تبلغ رسمياً من قيادة الحزب أخيراً على الأقل عدم وجود أي غطاء على أي من مراكز الاتصالات الدولية الموجودة في مناطق وجوده". وأضاف: "لا مانع من إقفال هذه المراكز الا التردد الرسمي في الاقفال". ورأى ان "هناك تضخيماً لما يصدر من أموال من هذه المراكز لتغطية القصور في اماكن أخرى".