ينوي مجلس الوزراء اللبناني، بعد ثلاثة اسابيع، الانكباب على قرارات "مؤلمة وغير شعبية" اخرى بالاستغناء عن الفائض من موظفي القطاع العام. فالمهلة التي كان اعطاها مجلس الوزراء، لكل وزير كي يتقدم بلوائح عن الفائض في وزارته والادارات التابعة لها، اخذ يقترب. واعتبرت مصادر وزارية ان تأكيد مجلس الوزراء استمرار نفاذ قراره في شأن صرف فائض الموظفين في شركة طيران الشرق الاوسط، هو تمهيد لمواصلة سياسة خفض نفقات الخزينة، كجزء من خطة الاصلاحات الاقتصادية لنيل دعم شركاء لبنان في اجتماع باريس - 2. وكانت مضاعفات الخلاف مع "حزب الله" على اجراءات الحكومة بصرف موظفي "ميدل ايست" ووقف السيارات العاملة على المازوت، اضافة الى مطالب الحزب الانمائية لبعلبك - الهرمل، استمرت امس، في سجال غير مباشر بين رئيس الحكومة رفيق الحريري والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. وأعلن الحريري "ان هناك متضررين من الاصلاح والكلام العالي لن يفيد أحداً". وشدد، في كلمة في مؤتمر عن الوقاية الصحية امس: "ستسمعون الكثير وترون الكثير. لكن البلد سيستمر في التقدم ولن نقف امام اي عائق او ابتزاز او اي غوغائية وأي وسيلة من وسائل الضغط المتطور وغير المتطور". وأكد "الاستمرار في اتخاذ الاجراءات والقرارات الى النهاية من دون تردد لبناء دولة حديثة وديموقراطية قائمة على اساس النظام الديموقراطي والبرلماني وفصل السلطات"، ولفت الى ان "هناك معارضة لسياسات نقوم بها، لكن هناك رغبة شعبية في نجاح هذه الاجراءات". من جهته، اكد الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله "اننا لا نريد ان ندخل في سجال سياسي مع احد، من موقع الحرص على تماسك البلد، واعطاء الاولوية للمخاطر التي تواجه لبنان". وأشار الى ما حصل في اليومين الماضيين من مناقشة في المجلس النيابي في شأن الموازنة وانماء بعلبك - الهرمل، مؤكداً "ان نواب الحزب لم يقفوا ليطلبوا جوائز ومكافآت لأننا قاتلنا اسرائيل بل طالبوا الحكومة بواجباتها". وأضاف: "ولكن هم هربوا من الانماء الى السياسة". وأوضح "اننا لا نمن على احد بواجب المقاومة ولا نطلب مكافأة ولا جوائز، ويجب ان يعرف المسؤولون ان دماء شهداء المقاومة لا مكافأة عندهم يمكن ان يقدموها في مقابلها". وحذر من "ان الدخول في صراع سياسي ليس لمصلحة البلد او اي احد"، مشدداً على "الاّ يدخل احد في حسابات خاطئة او يغامر لأن المطلوب في هذا البلد هو انصاف الناس واعطاؤهم حقوقهم".