نفذ موظفون وعاملون في عدد من القطاعات أمس اعتصامات أمام المجلس النيابي خلال انعقاد الجلسة العامة، تخللها احتكاك بينهم وبين القوى الأمنية، أدى الى جرح بعض المعتصمين واغماء بعضهم الآخر. والقطاعات المعتصمة هي: سائقو السيارات العمومية الأكثر حشداً احتجاجاً على قرار الحكومة وقف السيارات العاملة على المازوت، وموظفو شركة طيران الشرق الأوسط "ميدل ايست" احتجاجاً على قرار مجلس الوزراء صرف 1400 موظف، وعمال مصالح المياه في البقاع والجنوب ومستخدموها، وفاعليات بعلبك الهرمل ورؤساء بلدياتها ومخاتيرها مطالبين بتحسين أوضاع منطقتهم. وهتف المعتصمون الذي قدر عددهم بالآلاف، ضدّ رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري. وحمل السائقون العموميون وزير الداخلية الياس المرّ لدى وصوله لتأييده مطالبهم. أما موظفو "ميدل ايست" فهتفوا "شركتنا الوطنية سرقوها الحرامية". ورفعوا لافتة خط عليها: "شارون يقتل الفلسطينيين ورئيس الحكومة رفيق الحريري يقتل 1400 عائلة لبنانية عمداً". وحاول بعضهم اقتحام مبنى البرلمان فتصدت لهم القوى الامنية ما أدى الى حصول عراك بالأيدي، رمى خلاله المعتصمون زجاجات فارغة وعصي اللافتات على عناصر الأمن. ونتيجة للتدافع اصيب مصور يعمل في تلفزيون "المنار" التابع ل"حزب الله" بجروح طفيفة وكسرت آلة التصوير التي كان يحملها. وتدخل نواب أبرزهم عمار الموسوي ومحمد رعد حزب الله وهدأوا المعتصمين الذين راحوا يهتفون "يا الله ويا الله احفظ لنا نصرالله" الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. والتقى الرئيس برّي ممثلين عن المعتصمين. وأعلن أمام بعضهم ان "خلوة فقرا" انتهت الى ما انتهت اليه "الورقة الاصلاحية". وقال: "لم يحصل شيء مما اتفق عليه فيها من خطوات اقتصادية بينه وبين الحريري، ويا للأسف". وفي موضوع السيارات على المازوت، قال: "ان المجلس النيابي ليس مختلفاً مع الحكومة في هذا الأمر وهو لا يقبل باستمراره من أجل البيئة والصحة"، مؤكداًًً ان "الموضوع يقع على عاتق الدولة التي كان عليها الا تسمح باستيراد هذه السيارات". وقال الحريري للسائقين: "ان محركات المازوت اذا دخلت البلد على أساس انها للسيارات فالحكومة ستتحمل مسؤوليتها، أما اذا دخلت على اعتبارها محركات للجرارات الزراعية فالأمر مختلف". وأيدّ بري مطالب معتصمي بعلبك - الهرمل. وقال لهم: إن "آخر المسؤولين عن زراعة الحشيشة هم أهالي بعلبك - الهرمل". ولاحقاً أصدر تلفزيون "المنار" بياناً قال فيه: "ان رجال الأمن الداخلي وبعضهم في لباس مدني اعتدوا بالضرب على فريق "المنار" اثناء قيامه بتصوير التدافع، وتسببوا باصابة المصور يوسف جرادي ومساعده علي طبوش برضوض، ودفع أحد العناصر المراسلة فرح نور الدين". وطالب التلفزيون الوزير المر ب"فتح تحقيق في الحادث".