} قام النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه امس بزيارة قصيرة ومفاجئة لاسمرا اجرى خلالها محادثات مع الرئيس اساياس افورقي ركزت على تحسين العلاقات الثنائية. في غضون ذلك انتقل رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض محمد عثمان الميرغني وزعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" من اسمرا الى القاهرة قبل وقت قصير من وصول عثمان، بعد مشاركتهمها في اجتماعات المعارضة السودانية في العاصمة الاريترية. قال النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه لدى وصوله الى اسمرا امس على رأس وفد رفيع المستوى ضم اربعة وزارء ان الزيارة "تأتي خطوة على طريق التشاور وتطبيع العلاقات بين البلدين في المجالات كافة". ورافق طه مستشار الرئيس الطيب ابراهيم محمد خير ووزراء الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل والحكم المحلي نافع علي نافع والزراعة مجذوب الخليفة. وبحث لقاء افورقي وطه في "تطوير العلاقات".وهذه ثالث زيارة لوفد سوداني في غضون الشهر الجاري. ورجحت مصادر مطلعة ان تكون الزيارة هدفت الى تحييد اريتريا في شأن دعم المعارضة السودانية ومحاولة منع المعارضين من فتح مواجهة عسكرية في شرق السودان تتزامن مع الهجوم الحالي لقوات قرنق في الجنوب. وكانت المعارضة قررت في اجتماعات اختتمتها في اسمرا اول من امس الاثنين تفعيل العمل العسكري في الجبهة الشرقية. وقبل وصول طه الى اسمرا، غادرها رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق الى القاهرة لعقد اجتماعات مع مسؤولين مصريين في محاولة لاحتواء ما اسمته المعارضة السودانية "انحياز الاعلام المصري الى جانب الخرطوم"، والتمهيد لعقد اجتماع ثان للمعارضة في القاهرة يوم 26 الشهر الجاري. وكان الميرغني انتقد الاعلام المصري السبت واعرب عن مخاوف من سعي جهات لم يسمها الى دعم الحكومة السودانية عبر جامعة الدول العربية، استنادا الى ما اعلن عن دعم مالي اميركي للتجمع السوداني المعارض. واشار الى ان مسؤلين مصري وليبي تحدثا في ندوة تدعم الخرطوم، لكنه رفض ان يحسب هذا الموقف على القاهرة وطرابلس. المهدي من جهة اخرى، استقبل وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر أمس زعيم حزب الأمة السوداني المعارض السيد الصادق المهدي الذي يزور القاهرة حالياً. وصرح المهدي عقب المقابلة بأنه اطلع ماهر على انطباعاته في شأن نتائج زيارته الأخيرة للولايات المتحدة. وقال انه بحث مع ماهر في تطورات الموقف السوداني وخصوصا لجهة التصعيد العسكري القائم في البلاد وامكان استئناف العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل في السودان. وأشار المهدي الى أنه بحث في الولاياتالمتحدة في مسألة الدعم المالي الاميركي الى "التجمع"المعارض، واوضح إنه ابلغ المسؤولين الاميركيين بأن أي نوع من الدعم الاميركي لأي حزب سوداني سيزيد من تصعيد الحرب وسيجعل الدور الاميركي في الحل السياسي مستحيلاً. وأوضح أن المسؤولين الاميركيين قالوا له إن أي نوع من الدعم الرسمي يجب أن يوظف لدعم عملية السلام العادل في السودان وعملية التحول الديموقراطي. وزاد انه قدم مقترحات الى طرفي المبادرة المصرية - الليبية بهدف تفعيلها.