يلتقي وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى اليوم رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض السيد محمد عثمان الميرغني لبحث التطورات السياسية والعسكرية في السودان. وسيطلع الميرغني موسى على نتائج اجتماعات المعارضة في القاهرة والاتصالات التي جرت مع رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق لتحديد موعد اجتماع هيئة قيادة المعارضة السودانية الذي كان مقرراً في السابع والعشرين من الشهر الماضي ولكنه ارجئ بعد اعتذار عن عدم الحضور الى القاهرة في الموعد المحدد. من جهة أخرى، أكد الدكتور منصور خالد المستشار السياسي لقرنق أن زعيم "الحركة الشعبية" سيلتقي قريباً وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية هلموت شيفر المكلف ملف السودان. وقال خالد الذي التقى شيفر في بون أول من أمس وبحث معه في نتائج وساطة ألمانية بدأها المسؤول الألماني مع ممثلي الحكومة السودانية والمعارضة في الخرطوموالقاهرة ان "اللقاء بين المسؤول الألماني وقرنق سيتم خلال فصل الصيف الحالي في المنطقة". ولم يشأ خالد وصف المهمة التي يقوم بها شيفر بأنها "وساطة"، مشيراً الى أنه يعمل "على تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع". وحاول شيفر التوجه الى نيروبي للاجتماع مع قرنق، إلا أن ذلك لم يتم وأعلن ان الاجتماع سيتم لاحقاً. وقال خالد "ان مشاغل عدة منعت قرنق من لقاء الوزير الألماني". من جهة أخرى، اتهمت المعارضة السودانية اجهزة الامن السودانية ببث "بيانات كاذبة" منسوبة الى المعارضة بغرض إحداث وقيعة وبلبلة بين فصائلها. ودعا الناطق باسم "التجمع" السيد فاروق ابو عيسى وسائل الاعلام، في بيان اصدره امس، الى "عدم الوقوع في شراك اجهزة الامن السودانية والتعاطي مع البيانات المدسوسة واشرطة الفيديو المدبلجة التي تهدف الى شق صفوف المعارضة". لكن الناطق باسم سفارة السودان في القاهرة السيد عبدالعظيم عوض نفى صحة اتهامات المعارضة السودانية، وقال ل "الحياة" إن "المجال مفتوح للجميع لنقل الوقائع والمعلومات". واشار الى ان ما بثته "القناة الفضائية السودانية" اخيراً هو "وقائع لقاءات ما يسمى التجمع الوطني الديموقراطي مع العقيد جون قرنق قائد قوات المتمردين في جنوب السودان في قصر المؤتمرات في القاهرة قبل أشهر، وتسجيل للقاءات حزب الامة في اسمرا وثالث بين السيدة فاطمة احمد ابراهيم القيادية في الحزب الشيوعي السوداني وقادة في حركة قرنق الشهر الماضي". واوضح ان هذه اللقاءات "علنية ومسجلة"، مستغرباً اتهامات المعارضة للحكومة ببث بيانات كاذبة. واعتبر ان بيان ابو عيسى "هدف الى التغطية على خلافات داخلية"، مشيراً الى تأكيد السيدة فاطمة احمد ابراهيم في حديثها الذي بثته "القناة الفضائية السودانية" الى قوات قرنق ان "مستقبل السودان يتحدد بيننا وبينكم والنقابات والذين يستطيعون القضاء على زعيم حزب الامة الصادق المهدي والميرغني"