} تركز زيارة نائب الرئيس السوداني السيد علي عثمان محمد طه الحالية للقاهرة على ملف العلاقات السودانية - المصرية، وخصوصاً المضي قدماً في تنفيذ اتفاق الرئيسين حسني مبارك وعمر البشير في قمة شرم الشيخ الاسبوع الماضي. وقالت مصادر مطلعة في الخرطوم ان معالجة ملف المعارضة السودانية لن يغيب عن محادثات طه، إلا أنه بات مستبعداً اجتماع طه مع رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" رئيس الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني بعد اتهامات تبادلتها الحكومة والحزب الاتحادي. بدأ النائب الأول للرئيس السوداني السيد علي عثمان محمد طه أمس زيارة للقاهرة للمشاركة في قمة رؤساء دول السوق المشتركة لجنوب وشرق افريقيا كوميسا. وسيجري طه خلال وجوده في العاصمة المصرية محادثات مع المسؤولين فيها تتناول تنفيذ اتفاق قمة شرم الشيخ التي جمعت الاسبوع الماضي الرئيسين حسني مبارك وعمر حسن البشير. ورافق طه في زيارته وزيرا الطرق محمد طاهر إيلا والثروة الحيوانية الدكتور رياك غاي ووزير الدولة للخارجية شول وينغ ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية سيد الخطيب. وسينضم الى الوفد من القاهرة وزير الصناعة والاستثمار الدكتور جلال يوسف الدقير. وينتظر أن يجري النائب الأول للرئيس السوداني محادثات مع رئيس الوزراء المصري الدكتور عاطف عبيد، بعد قرار الرئيسين مبارك والبشير ترفيع اللجنة الوزارية المشتركة الى لجنة عليا. وسيجتمع طه أيضاً مع نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة الدكتور يوسف والي الذي يتولى الأمانة العامة للحزب الحاكم للبحث في التعاون بين الحزبين الحاكمين. ويناقش مع وزير الخارجية السيد أحمد ماهر في ملف العلاقات الثنائية وتنشيط المساعي المصرية لتحسين العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وإقرار تسوية سياسية في السودان. ويتناول طه مع وزير التجارة والصناعة يوسف بطرس غالي التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري. وأبلغت مصادر مطلعة الى "الحياة" ان زيارة طه للقاهرة تكتسب أهمية خاصة، إذ انها تأتي بعد اسبوع من زيارة البشير التي اتفق خلالها مع القيادة المصرية على خطوات مهمة. وأضافت ان قضية المصالحة الوطنية في السودان لن تغيب عن جدول أعمال زيارة طه. إذ تقود مصر وليبيا مساعي للوفاق والسلام بين الفرقاء السودانيين. وأكدت انه لا يوجد ترتيب لعقد لقاء بين النائب الأول للرئيس ورموز معارضة في القاهرة التي يتوقع ان يصل اليها خلال يومين زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي ورئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني. لكنها قالت ان "ملف المعارضة لن يكون مغلقاً أمام طه". وكانت تكهنات سرت عن جهود لجمع البشير والميرغني في القاهرة ثم دار حديث عن لقاء يجمع الميرغني مع طه أثناء زيارته الحالية للقاهرة. لكن الحكومة والحزب الاتحادي تبادلا الاتهامات في شأن مساعي التسوية السلمية، مما جعل اللقاء بين طه والميرغني في القاهرة مستبعداً. وأكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أمس، انه "لا يوجد اتفاق لعقد لقاء مباشر بين طه والميرغني"، متهماً "التجمع" ب"عدم الجدية تجاه جهود الحل السياسي"، وأنه "لا يملك رؤية متكاملة، وظل يراوغ". وقال اسماعيل للصحافيين ان المعارضة "منقسمة على نفسها ووقعت تحت أسر حركة التمرد الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق التي نجحت في تعطيل تسمية أعضاء اللجنة التحضيرية للحوار من جانب التجمع في ضوء المبادرة المصرية - الليبية". ان الحكومة "طرحت اقتراحات عملية وتملك رؤية للحل الشامل". لكن القيادي في الحزب الاتحادي السيد فتح الرحمن شيلا انتقد تصريحات عثمان ووصفها بأنها "مزايدة سياسية وغير موفقة، وفيها الكثير من التجني على التجمع"، موضحاً أن المعارضة "قدمت رؤيتها للحل السياسي الى دولتي المبادرة مصر وليبيا وأبدت استعدادها لإقرار تسوية شاملة"، وزاد: و"حتى الآن لا نعرف الأسباب الحقيقية لعدم تسليم رؤية التجمع لاطراف الأزمة". وأضاف ان "الوضع في السودان لا يحتمل المزايدات والتراشقات".