} رد بيان للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يقود الائتلاف الحاكم في المغرب في شدة على مجلة مغربية تحدثت عن دور محتمل للرجل القوي في الحزب وزير الاسكان محمد اليازغي في "مؤامرة اوفقير"، مما ينذر بتجدد الجدل في شأن دور اليسار المغربي خلال فترة معارضته للعاهل الراحل الملك الحسن الثاني. تفاعلت انتقادات وجهتها اسبوعية مغربية لوزير الاسكان المغربي السيد محمد اليازغي في مقال تحدث عن دوره المحتمل في "مؤامرة اوفقير" لاطاحة الملك الراحل الحسن الثاني العام 1972، مما ينذر بازمة جديدة بين الحكومة والصحافة. وتضمن المقال الذي نشرته مجلة "دومان ماغازين" هجوما عنيفا على اليازغي، العضو القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، متهما اياه ب"التآمر طوال مساره داخل الحزب" الذي يقود الائتلاف الحكومي. وذكر المقال ان اليازغي ربما يكون نظم لقاء بين المعارض محمد آيت قدور والكولونيل امقران المتورط في انقلاب الصخيرات الذي نفذه الجنرال محمد اوفقير ضد الملك الحسن الثاني، معتبرا الطرد الملغوم الني انفجر في وجه اليازغي العام 1973 "ردا محتملا من القصر ضد مناوراته السابقة". ودان المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي يقوده رئيس الوزراء عبد الرحمن اليوسفي مضمون المقال، معتبرا انه "مليء بالقذف والشتم ومشحون برغبة واضحة في الاساءة لليازغي".وطلب من نقابة الصحافيين المغاربة التدخل ل"فضح المتلاعبين بمهنة الصحافة". وربط البيان بين نشر المقال وانتخاب المكتب السياسي للحزب، مشيرا الى مساعي جهات لم يسمها الى "اعاقة التجربة الحكومية الراهنة". وقال ان التوقيت "يفضح المتآمرين الحقيقيين الذين لم يفلحوا في تعكير صفو مسيرة بلدنا الديموقراطية". وعبرت المجلة عن استغرابها ان يكون اول بيان يصدره المكتب السياسي الجديد للاتحاد الاشتراكي "موجه ضد صحيفة مغربية عوض ان يعرض لتداعيات خفض قيمة الدرهم اواحتمال ارجاء الانتخابات العامة المقررة العام 2002، او تأثير المؤتمر السادس للحزب على مستقبل الاتحاد الاشتراكي". واعتبرت ان البيان يترجم "سيطرة اليازغي على المكتب السياسي"، في اشارة الى تداعيات المؤتمر السادس للحزب الذي خرج منه اليازغي "قويا" على حساب اليوسفي الذي اكتفى باعادة انتخابه من المكتب السياسي بدل انتخابه من المؤتمر، اثر انسحاب غالبية مؤيديه ابرزهم نقابة الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل وتنظيم الشباب. وزاد الوضع غموضا صدور البيان خلال وجود اليوسفي في باريس حيث رأس مع نظيره الفرنسي ليونيل جوسبان اعمال اللجنة العليا المشتركة المغربية - الفرنسية. وتنذر المواجهة الجديدة بين حزب الاتحاد الاشتراكي وصحيفة "دومان ماغازين" بتداعيات قد يتسع نطاقها، وتعيد الى الواجهة حدة الجدل الذي اعقب نشر رسالة نسبت الى المعارض الفقيه محمد البصري عن تورط محتمل لليسار المغربي في "مؤامرة اوفقير"، مما ادى الى وقف الاسبوعيات الثلاث التي نشرت الرسالة في الخريف الماضي، قبل ان تعاود الصدور تحت عناوين جديدة. ورأت مصادر مستقلة في لهجة البيان الشديدة "تعويضا لمنع محتمل للصحيفة". وكان وزير الاتصال والثقافة محمد الاشعري اتهم الاسبوعيات الثلاث ب"تبني خطة هجومية تستهدف المس بمؤسسات الدولة واستقرار البلاد". وتتزامن الازمة الجديدة بين الاتحاد الاشتراكي والاسبوعية مع استمرار المطالب بتعديل قانون الصحافة والغاء الفصل 77 الذي يجيز لرئيس الوزراء اتخاذ قرار وقف اي صحيفة.