باريس - "الحياة" - عشية انقضاء شهر على بث المسلسل "الواقعي" الفرنسي "لوفت ستوري" على شاشة م 6، طلبت الصحيفة الفرنسية اليومية "لوموند" الى هيئة استطلاع الرأي العام المعروفة "سوفريس" تقصي أحوال الجمهور الذي أقبل على مشاهدة البرنامج هذا على نحو غير معهود. فإلى ال7،7 ملايين مشاهد الذين حضروا إخراج المشارك الأول، عزيز "الحياة"، في 21 أيار/ مايو، واقترع اكثر من نصفهم على إخراجه، حضر خمسون ألف مشاهد إضافي إخراج المشاركة الأولى، كِنْزَة في 17 أيار، بعد أسبوع على الاقتراع على الأول. ولما بث قنال م 6 حلقته الثانية الاستثنائية، بعد الاقتراع في اليوم نفسه، بلغ عدد المشاهدين 5،10 ملايين مشاهد. وهذا رقم استثنائي. ولا شك في أن بلوغ عدد مشاهدي برنامج "لوفت ستوري" 36 في المئة من جمهور مشاهدي الشاشات كلها يجعل منه مرآة اجتماعية ممتازة. وأظهر الاستطلاع ان قلة قليلة من الفرنسيين، تبلغ 5 في المئة منهم فقط، لم تسمع بالبرنامج ولا علم لها به. أما الذين يداومون مشاهدته، أو الذين سبقت لهم مشاهدته، فلا يقلون عن 60 في المئة من الفرنسيين. وليس ثمة فرق كبير بين جماعات المشاهدين وفئاتهم. فنسبة النساء "الإناث" اللواتي يشاهدنه تبلغ 61 في المئة، ولا تزيد عن نسبة المشاهدين الرجال "الذكور" إلا 2 في المئة. وتفوق نسبة الباريسيين 65 في المئة من المشاهدين أهل المحافظات والمناطق 59 في المئة 6 في المئة. وتتسع الفجوة بعض الاتساع عند تحكيم المعيار السياسي. فالمشاهدون من أهل الأحزاب والتيارات اليمينية 55 في المئة يقلون 7 في المئة عن أهل الأحزاب اليسارية 62 و14 في المئة عن أهل البيئة وأنصارها 69 في المئة. ويفوق العمال متابعة وإدماناً يومياً 23 في المئة الفئات الاجتماعية الأخرى المستخدمون 21 في المئة، المهن الفكرية والمهن العالية التأهيل 12 في المئة، التجار والحرفيون والصناعيون 10 في المئة. وتجعل متابعة الشباب، شباناً وشابات، من برنامج "لوفت ستوري" ظاهرة شبابية في المرتبة الأولى. ف94 في المئة منهم 15- 24 سنة شاهدوا حلقات منه في وقت أو آخر، و43 في المئة منهم يشاهدونه كل يوم تقريباً. ويحقق الصفة الشبابية للظاهرة تناقص نسبة المشاهدين مع زيادة السن: فالذين بلغوا 25 سنة الى 34 لا يزيدون عن 78 في المئة نظير 94 لمن تقل سنهم عن 25 سنة، ومن سنهم 35 الى 49 سنة لا يزيدون عن 61 في المئة، ويشاهد 46 في المئة ممن سنهم 50 الى 64 سنة البرنامج. وتتصل الظاهرة الشبابية بالظاهرة العائلية أو الأسرية. فالفرنسيون الذين أنجبوا أولاداً، أو ما زال أولادهم يقيمون معهم، تفوق مشاهدتهم البرنامج 67 في المئة الذين لم ينجبوا أولاداً أو ترك أولادهم منزل الأسرة 56 في المئة. وإذا كانت سن الأولاد بين 10 الى 15 عاماً، بلغت نسبة المشاهدين من الأهل 74 في المئة. فالأولاد عموماً، وفي هذه السن المبكرة خصوصاً، يحفزون الأهل على مشاهدة "لوفت ستوري"، ويحملونهم على الفرجة العائلية أو المشتركة. ويذهب 50 في المئة ممن سنهم 15 الى 24 سنة الى أنهم يناقشون مع اهلهم ما يرونه مجتمعين، ويتبادلون الرأي فيه. ولكن 35 في المئة من الأهل المشاهدين يقرون بأنهم يناقشون البرنامج مع أولادهم. والفرق بين النسبتين قرينة على استحياء بعض الأهل من الإقرار بمناقشتهم أولادهم في ما يرون ويسمعون. و40 في المئة من الأمهات نظير 30 في المئة من الآباء يقرون بالمناقشة. وتبعث فرجة الحلقات على المناقشة وتجاذب الكلام خارج دائرة الأسرة. وتتبع المداولة السن كذلك. ف85 في المئة ممن سنهم 15 الى 24 سنة، ويشاهدون المسلسل، يحدثون أصدقاءهم، ويحدثهم أصدقاؤهم فيه، نظير 60 في المئة ممن سنهم 25 الى 34 عاماً، و42 في المئة ممن بلغوا 35 عاماً إلى 49 عاماً. ويقر المشاهدون الفتيان والشباب بين 15 و34 سنة بأن الباعث الأول على إقبالهم على "لوفت ستوري" هو "الرغبة في الفرجة" أو في التمتع بالبصبصة والنظر. ولا يعلل المتفرجون في هذه السن، إدامة المشاهدة بالرغبة في المعرفة والإلمام بطريقة عيش المشاركين في الأداء ومسلكهم، على خلاف ما يزعمه 40 في المئة من الذين تجاوزت سنهم الخامسة والثلاثين 52 في المئة في حال من بلغوا 50 لى 64 سنة. ولا يضيق بدوام التعرض الى عدسات التصوير وآلاته إلا 49 في المئة من النساء، على خلاف الشباب الذكور. وعلى خلاف مداومي المشاهدة يتمنى المشاهدون المتقطعون قطع البرنامج، وألا يستمر بثه أو بث برامج تشبهه.