معظم المراهقين (الفرنسيين) شاهدوا الأشرطة الإباحية، إما على شاشة التلفزة أو من طريق الإنترنت. وعمد فريق من الأصدقاء الى إنشاء موقعين، في حزيران (يونيو)، الغرض منهما الرد على الأشرطة الإباحية، وتقديم الجنسانية، أو الوجه الجنسي من العلاقة بالقرين، في صورة مقسطة ومتماسكة، ولا تترك المشاهدين في مهب التهويم والانفعال المفرطين. والموقع الأول يتوجه الى الأهل ومجاني، والآخر يتوجه الى المراهقين الفتيان وغير مجاني. وهو يبث أشرطة تنصح المراهقين، وتتناول مسائل مثل التقبيل ووقع الكلمات واحترام القرين. وتمتنع الأشرطة من تصوير العري، وتخاطب المشاهدين مباشرة ومن غير استعارات أو تورية. والصور بالأسود والأبيض. ويتولى خبراء ومختصون في العلوم النفسية والجنسية والتربوية والنسائية، وممثل في الأفلام الإباحية، وصف المعاملة الجنسية في «الحياة الحقيقية». ويقدر استطلاع يعود الى 2003، وأجراه معهد دراسات طبية، أن 67 في المئة من الفتيان في ال14 من العمر (و77 في المئة من البالغين 15 سنة) شاهدوا مرة واحدة شريطاً إباحياً، نظير 36 في المئة من الفتيات في السن نفسها (45 في المئة من البالغات 15 سنة). ويفوق الفتيان الفتيات عدداً ومثابرة على مشاهدة الصور الإباحية. فواحد من أربعة فتيان، في عمر 14- 18 سنة، شاهد عشرة أشرطة، على الأقل، في سنة الاستطلاع، لقاء فتاة واحدة من خمسين. ولا يجيب الاستطلاع عن أثر مشاهدة الأشرطة في الحياة الجنسية اللاحقة. ولكنه يلاحظ ان الشبان الذين يدمنون الصور الإباحية يتناولون الكحول أكثر من أمثالهم وأقرانهم، وتبلغ محاولات الانتحار في عيّنتهم ضعفي نظيرها في العيّنة العامة، من غير أن يسع الدراسة بعد تشخيص علاقة سببية (بين الإدمان وبين الفرق في محاولة الانتحار). وإدمان الصور الإباحية عامل من عوامل أخرى مثل الإعلام والأسرة والمدرسة والأصحاب. ولا يضطلع إدمان الصور الإباحية بدور راجح إلا إذا تضافر فعله مع فعل العوامل الأخرى وإيحاءاتها المعيارية. وغالباً ما تنجم المشكلة وتبلغ حد الاستعصاء، عن انكفاء الفتيان على أنفسهم، وعلى حلقاتهم المغلقة، وخلو الحلقات هذه من راشدين يقولون لهم إن الحياة الجنسية الحقيقية ليست التهويمات والأخيلة التي يشاهدونها في الأشرطة الإباحية. وتبعث النماذج التي تبثها الصور في نفوس الفتيان الرعب من إصابتهم بنقائص تقوض اعتدادهم باستقامتهم وجدارتهم الشخصيتين. وقد تحمل النماذج المزعومة القرينين من الجنسين على ما رغبة لهما فيه. فالنماذج المزعومة تفترض أفعالاً جزئية وآلية تحط من المرأة، وتنفي من الوصال كل معنى أو اختبار. فالنماذج المقترحة استهلاكية، وإحصائية عددية، ولا تميز الأقران بعضهم من بعض وواحدهم من الآخر، ولا تنشد غاية أو تماماً وقراراً، على خلاف العلاقات الفعلية. وتجيب هذه النماذج، في حال المراهقين المضطربين، إجابة كاذبة عن مسائل حري بالأهل تناولها مع أولادهم في البيت الأسري. * صحافية، عن «لو موند» الفرنسية، 15-16/8/2010، إعداد وضاح شرارة