بيروت - "الحياة" -لا تزال الانتقادات التي وجهها وزير الدفاع السوري العماد أول مصطفى طلاس، عبر صحيفة "الديار" اللبنانية، الى البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تشهد ردود فعل متنوعة، في حين أدلى طلاس بحديث الى مجلة "المجلة" قال فيه: "ان الدعوات التي أطلقت لانسحاب الجيش السوري من لبنان جاءت من أعداء سورية الذين يمثلون 5 في المئة من سكان لبنان". وأضاف ان "هؤلاء تخلوا عن عروبتهم ويتعاملون سراً مع اسرائيل"، مؤكداً ان "سورية لن تتخلى عن التحالف الاستراتيجي مع "حزب الله" الذي رفع رأس الأمة العربية عالياً عندما أجبر الجيش الاسرائيلي على الانسحاب من لبنان العام الماضي". فقال وزير الاتصالات جان لوي قرداحي بعد لقائه البطريرك صفير أمس إن كلام طلاس "لا يستأهل الرد". واستغربت الرابطة المارونية بعد اجتماع مجلسها التنفيذي برئاسة الأمير حارس شهاب امس "كلام التجني المغلوط المنسوب الى طلاس، لأن اللبنانيين يشهدون على مواقف صفير الحافظة وحدة الدولة والشعب وعلى ثباته على مبادئ البطريركية المناهضة لاسرائيل". ورأت ان "الاقبال على نشر مثل هذه الانباء عن تحديد نسبة أعداء سورية في لبنان، لا يخدم المصلحة المشتركة للبلدين". وشبه عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده تصريح طلاس ب"المواقف الستالينية في الثلاثينات حين كان يتهم كل من لا يتوافق مع خطة الدولة بالعمالة لدولة أخرى". وقال إن "صفير طالب بالحوار وكل المواقف التي اتخذها تصب في مصلحة لبنان وسورية، ولا أفهم كيف يمكنهم بعد اليوم ان يردوا على اللبنانيين باللغة المستعملة من الجنرال طلاس، لا بالحوار". وأكد رئيس حزب التضامن اميل رحمة "دور بكركي التاريخي في مواجهة العنصرية والتسلط الاسرائيلي"، معتبراً "أن كثراً من السياسيين من اختراع سورية، لكن جنبلاط وأمثاله هم صنعوا حضورهم التاريخي". واعتبر نائب رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني أن "بين لبنان وسورية أزمة ثقة تاريخية". وقال في حديث إلى اذاعة "صوت لبنان" ان "سورية كانت جزءاً من الحرب اللبنانية، واذا كانت ستبقى على مفهومها القديم للوضع اللبناني، فستظل تمسك بلبنان خائفة من أي حركة تحصل فيه". ودعا إلى "التخلي عن سياسة الاستقواء بسورية من جهة واستعدائها من جهة أخرى". وأضاف: "مجنون كل من يعتقد بإمكان فتح الحرب مع سورية، ولكن من يقول بوجوب بقاء العلاقة معها على النمط الراهن متساهل جداً، وكذلك مخطئ من يعتقد بوجوب الغاء العلاقة". ورأى ان "لدى الرئيس السوري بشار الأسد الجرأة للاتجاه نحو التصحيح، لذلك الرئيس اللبناني اميل لحود موجود لتوظيف الثقة بينه وبين الأسد لتصحيح العلاقة. واذا لم تصحح خلال هذه المرحلة فسنتجه الى الفوضى". وعن لقاء قرنة شهوان أبدى بقرادوني خوفه من "ألا يستمر وان تشرذمه خلافات داخلية بين اعضائه". وقال النائب السابق كميل زيادة: "ان الحوار مع سورية غير ممكن إلا عبر المؤسسات الدستورية". وأضاف ان "وثيقة قرنة شهوان ستكون في صلب محادثات يعقدها صفير مع الرئيس لحود في لقاء ثالث".