سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخطاب السياسي لبكركي سيشدد على معالجة الأزمة السياسية في موازاة الاقتصادية . تظاهرة استقبال صفير هدفها تأكيد مرجعيته والاصرار على الموقف من الوجود السوري في لبنان
} يتحول استقبال البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير العائد بعد ظهر اليوم من جولته على أميركا الشمالية، تظاهرة سياسية شعبية، للتأكيد مرة أخرى أن البطريركية المارونية تشكل مرجعية المواقف السياسية المسيحية، خصوصاً في ما يتعلق بالوجود السوري في لبنان. وفي وقت تقوم الأحزاب والتيارات المسيحية الرئيسية بحشد جمهورها لهذه المناسبة، قالت مصادر رسمية إن السلطات الأمنية لن تمنع التجمع في باحة بكركي، مقر البطريركية، وستواكب التجمعات هناك، خصوصاً ان الاستقبال في مطار بيروت سيقتصر على رسميين وسياسيين. وكانت اتصالات أجريت بين اركان الحكم والقوى الأمنية أدت الى اعتماد تدابير أمنية تحفظ الأمن من دون انتشار واسع كما حصل في 14 آذار مارس حين انتشرت القوى الأمنية بكثافة في بيروت والضواحي وأغرقت الطرق بأزمة سير وسببت ازعاجاً كان عرضة لحملة سياسية ضد تدابير كهذه. أعلنت وزارة الداخلية ان وزير الاتصالات السلكية واللاسلكية جان لوي قرداحي سيمثل رئيس الجمهورية اميل لحود في استقبال البطريرك الماروني نصرالله صفير في المطار، وان الموكب سيسلك اوتوستراد المطار الجديد - ساحة رياض الصلح - جادة شارل حلو - الكرنتينا - جسر الدورة - اوتوستراد جل الديب - جسر انطلياس - نفق نهر الكلب، وصولاً الى بكركي. وطلبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تسهيلاً لحركة مرور الموكب، من المواطنين عدم ايقاف سياراتهم على جوانب الطرق اعتباراً من الرابعة بعد الظهر وحتى انتهاء مروره. وقال قيادي قريب من بكركي ل"الحياة" ان المغزى السياسي للاستقبال الحاشد لصفير، أن القيادات التي تتحلق حوله ستواصل طرح مسألة الوجود العسكري السوري في لبنان وتدعو الى انسحاب القوات السورية. وأضاف: "ان الحشد يهدف أيضاً الى التأكيد لكبار المسؤولين على مسألتين جوهريتين ستظهران في وضوح في الخطاب السياسي لبكركي ومحيطها في المرحلة المقبلة، هما التشديد على ان معالجة الأزمة الاقتصادية لا تتم في معزل عن ايجاد حلول للأزمة السياسية في البلاد، وعدم الموافقة على اشتراط القيادة السورية ان يتم الحوار في شأن العلاقات اللبنانية - السورية عبر رئاسة الجمهورية فقط". ولم تستبعد مصادر اخرى قريبة من بكركي ان يكون الاستقبال الحاشد "بمثابة رسالة الى سائر القوى المعنية بأن عدم تعاطي الادارة الأميركية في شكل ايجابي مع طروحات صفير أثناء زيارته الأميركية، لا يعني التخلي عن هذه الطروحات، وان تظاهرة اليوم ربما كانت تعويضاً عن عدم التجاوب الأميركي". على صعيد آخر عقد اجتماع نيابي ماروني مساء أمس في منزل النائب قبلان عيسى الخوري للتشاور بعدما أخذ الخطاب السياسي منحى متشنجاً، سواء في الردود على تصريحات صفير أو في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية. وجاءت الدعوة الى الاجتماع انطلاقاً من الحرص على عدم الانجرار وراء التصعيد أو الاخلال بالأمن في البلاد. ودعا وزير الدولة بيار حلو الى المشاركة الكثيفة في استقبال صفير مشدداً على الالتزام بتوجيهات اللجنة المنظمة للاستقبال طالبت باقتصار الشعارات على رفع العلم اللبناني وصور صفير وعدم رفع أي شعار حزبي آخر.... وقال: "صحيح ان هناك بعض المغالاة في رفع البعض شعارات من خلف ظهر البطريرك لكن هذا لا يعني ابداً ادارة الدولة ظهرها للشكاوى التي ما برح يحملها". ودان حلو بعض الدعوات المسمومة التي تحمل تهديدات تخالف القوانين، داعياً القضاء الى التحرك ضدها. وطالب الوزير السابق جوزف الهاشم الدولة باحتواء عودة صفير عبر اقامة استقبال رسمي له في المطار. وانتقد التجييش المضاد للاستقبال. وصدرت بيانات عن احزاب عدة آخرها أمس عن طلاب "الكتلة الوطنية" تدعو الى المشاركة في التجمع في باحة بكركي. وأعلن رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا رفضه كل تهديد صادر عن طرف مسيحي أو اسلامي متطرف يهدد التعايش الوطني.