تؤدي نيكول كيدمان في فيلم "مولان روج" للمخرج الاسترالي باز لورمان دوراً استعراضياً، رقصاً وغناءً، فهي تهضم شخصية قابلة للتصديق في وسط جو خيالي الى حد الفانتازيا. وكان الفيلم افتتح مهرجان "كان"، اول من امس، وبدت نيكول نجمته ونجمة الافتتاح معاً. تلمع كيدمان في الفيلم أكثر من سواها أكثر من لمعان المؤثرات ذاتها فيتاح لها أن تمثل وتغني وترقص وتكسر عظمة ركبتها بينما كانت تحاول النزول عن درج من خطوتين. وكانت قبل ذلك كسرت ضلعاً او اثنين في مشهد سابق. التقيت كيدمان خلال أربع وخمسين دقيقة، قبيل الافتتاح في كان، وكان هذا الحوار الخاص معها: ماذا يعني لك هذا الفيلم شخصياً وعلى صعيد مهنتك؟ - مرت فترة كبيرة بين تقدمي الى باز لورمان معربة عن استعدادي لتمثيل هذا الدور، وبين اليوم الذي اتصل بي ليخبرني أن اختياره رسا علي بالفعل. وأتذكر أن شعوري الأول عندما أتصل بي هو أن هذا الفيلم سيكون خاصاً جداً بالنسبة الي. لماذا؟ - كم تتكرر مثل هذه الفرصة التي تدعوك لأن تمثل وتغني وترقص في فيلم موسيقي يخرجه فنان برؤية فنية أخاذة؟ بقيت ستة أسابيع متوترة الى أن زف إلي باز الخبر السعيد. بعد وصولي الى سيدني ولقائي بالمخرج أدركت أن العمل معه سيكون ممتعاً. شعرت أنني سأمنح هذا الفيلم كل طاقتي وطموحي وهذا هو ايضاً شعوري اليوم. استمر تصويره فترة طويلة...؟ - صوّرنا طوال سبعة أيام في الأسبوع. ومع نهاية التصوير كنا منهكين تماماً، لكننا جميعاً قضينا وقتاً طيباً. لم يسبق لك الغناء في فيلم ولا حتى في الأفلام الاسترالية الخفية التي مثلت فيها قبل أن تأتي الى هوليوود... - لا. غنيت عندما كنت في السابعة عشرة من عمري في فرقة استرالية لكننا لم نحقق نجاحاً. لم يسمع بنا احد حول العالم تضحك مصححة... ولا حتى في استراليا ذاتها. هل تطلب الأمر جهداً كبيراً حين التصوير: جهد الغناء وجهد التمثيل وجهد الرقص؟ - من أصعب ما قمت به في حياتي محاولة الغناء والتمثيل والرقص في المشهد الواحد. والآن فقط أعلم ما كانت تواجه ممثلات الأمس حينما كن يقمن بمثل هذه الأدوار المتعددة. اي نجمات من عهد "الميوزيكالز" استحوذن اهتمامك؟ - بسبب هذا الفيلم أقبلت على مشاهدة أفلام ريتا هايوورث ومارلين مونرو وسيد تشاريس وجنجر روجرز، وخرجت باحترام شديد لكل واحدة منهن، ما لم أكن أشعر به سابقاً. أعني أن موهبتهن كانت خارقة للعادة. لم أكن يوماً معجبة بسينما الميوزيكالز لكني الآن كوّنت فكرة مختلفة. قال باز إنه رغب في أن تجسدي له وضعاً شبيهاً بوضع مارلين مونرو في الحياة. - هو قال لك ذلك؟ نعم... إذ ان مارلين مونرو قضت حياتها رهينة دور ألزمت به هو دور الأنثى اللعوب والمغرية على رغم أنها ملكت قدرة تمثيلية. بالنسبة اليه ساتين هي امرأة حبيسة شخصيتها... هل توافقين؟ - من هذه الناحية طبعاً. ساتين، وأنا أحب هذا الاسم بالمناسبة، كانت راقصة مطلوبة لجمالها لكن أحداً لم يؤمن بطموحاتها لأن تصبح ممثلة. علاوة على صعوبة التصوير لا بد من أن التحضير كان بدوره صعباً. ألم يكن؟ - نعم. بالنسبة لمشاهد الرقص دخلت وشريكها في البطولة ايوان ماكغروغر مدرسة للرقص. وكان علينا أن نتعلم ونتدرب كل يوم. اعتقد أننا كنا نبدو غرباء في ملابسنا تلك لكننا اعتدنا على ذلك. هذا من الناحية الجسدية، لكن الأمر تطلب ايضاً تمارين درامية او في الحقيقة عاطفية. الشعور بوضع ساتين والانتقال ما بين احاسيسها في ساعات ضحكها وحزنها وفي أوقات قلقها.