نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – بعد ساعات على إلقائه خطاباً نارياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دفع ممثلي اكثر من 30 دولة الى الانسحاب من القاعة احتجاجاً، أقرّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن «بعض» مواطنيه «لا يحبونه كثيراً، ويحاولون فرض قيود على حرية تصرف الحكومة». وسُئل نجاد في حديث لوكالة «اسوشييتد برس»، عن الصراع على السلطة في ايران، فتحدث عن فصل السلطات، مشيراً الى وجود تنافس سياسي، كما يحدث في الولاياتالمتحدة أيضاً. وأفادت الوكالة بأن نجاد ابتسم، قائلاً: «في ايران، بعضهم لا يحبني كثيراً، ويحاولون فرض قيود على حرية تصرف الحكومة. والأمر ذاته يسري على الولاياتالمتحدة». ولفت إلى أنه لم يتلق رداً على رسالة شخصية وجهها الى نظيره الاميركي باراك اوباما، أو عرض لقاءه على هامش الجمعية العامة للمنظمة الدولية. وتجنب الرئيس الايراني تحميل الولاياتالمتحدة مسؤولية هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، لكنه اشار، بصفته مهندساً، الى «انهيار منظم لبرجي» مركز التجارة العالمي. وأضاف: «اقول متأكداً ان لا بد من وجود متفجرات أُطلقت في شكل متعاقب». وجدد دعوته الى إجراء تحقيق مستقل، معتبراً أن «طائرات قليلة، من دون تنسيق مسبق بعلم أجهزة الأمن والاستخبارات في الولاياتالمتحدة، لا يمكنها ان تصبح صواريخ تستهدف قلب الولاياتالمتحدة». ورأى نجاد ان أوباما «لن يواجه أي عقبات جدية» تحول دون إعادة انتخابه العام المقبل، مضيفاً انه لا يحتاج الى تأييد الناخبين اليهود. مقابلة نجاد مع وكالة الأنباء الأميركية، أُجريت بعد ساعات على خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي هاجم خلاله الولاياتالمتحدة ودولاً أوروبية، ما دفع ديبلوماسيي أكثر من 30 دولة الى الانسحاب من القاعة، بينهم الولاياتالمتحدة والبلدان ال27 في الاتحاد الأوروبي والصومال، فيما قاطعت اسرائيل الخطاب. وتساءل نجاد في خطابه: «من خطف، خلال قرون من عهد الرقيق الأسود، عشرات الملايين من الناس بالقوة من افريقيا، وضحى بهم في أميركا وأوروبا من اجل مطامعه المادية؟». وإشار الى استخدام الولاياتالمتحدة سلاحاً نووياً ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، و «فرض الصهاينة على الشعب الفلسطيني»، اضافة الى استغلال هجمات 11 ايلول ل «الهيمنة على الشرق الاوسط ونفطه، وغزو افغانستان والعراق». وتساءل: «هل إن مسببي مشاكل المجتمع البشري، جديرون بحكم العالم؟». وأضاف: «اذا كانت دول اوروبية ما زالت تستخدم المحرقة بعد ستة عقود، ذريعة لدفع تعويضات للصهاينة، ألا يجب على قوى الاستعمار التي شجعت على تجارة الرقيق، دفع تعويضات للدول المتضررة؟». واعتبر هجمات 11 ايلول «لغزاً»، منتقداً الولاياتالمتحدة لقتلها زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، بدل «محاكمته علناً». وقال إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها «يعتبرون الصهيونية فكرة وأيديولوجية مقدسة». ووصف ناطق باسم البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة خطاب نجاد بأنه «افتراء مقيت معاد للسامية، ونظريات مؤامرة دنيئة»، فيما اعتبرت اسرائيل انه «هدد السلام والأمن في العالم».