بغداد، موسكو، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب - أعلنت موسكو انها لا تزال تدرس الموقف من المشروع البريطاني بشأن العراق المعروض امام مجلس الامن، في حين يواصل طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي محادثاته في العاصمة الروسية على أمل الحصول على تأييد موسكو الموقف العراقي الرافض للمشروع البريطاني والتصويت ضده في مجلس الأمن. وحذرت بغدادباريس من ان موقفها من مشروع القرار البريطاني سيضر بمصالحها "ضرراً كبيراً". وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية ان موسكو لا تزال تدرس ما إذا كانت ستوافق على مشروع القرار البريطاني الذي يصر على قبول العراق عودة مفتشي الاسلحة مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وواصل عزيز محادثاته في العاصمة الروسية، واجتمع أمس مع غينادي سيليزنيوف رئيس مجلس الدوما النواب الذي اكد له ان البرلمان الروسي يطالب ب"الغاء العقوبات المفروضة على العراق ويعارض المشروع المعادي له" الذي يدرسه مجلس الأمن. وجدد طارق عزيز رفض بلاده مشروع القرار البريطاني، وقال بعد اجتماعه مع سيليزنيوف ان مثل هذا القرار "لا يمكن قبوله" لأنه يتضمن بنوداً "لاستعمار العراق مجدداً" وأخرى "ترمي الى دق اسفين في العلاقات العراقية - الروسية"، وقد يؤدي تنفيذه الى "حرب جديدة" ضد بلاده، وأضاف ان "البلد الوحيد القادر على افشاله هو روسيا" وان "محاصرة" المشروع تؤمن وقفة للتأمل في الموضوع ومن ثم اعداد مشروع آخر "تراعى فيه المصالح المشتركة" للعراق وروسيا. وحذر وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في حديث نقلته الصحف العراقية امس من ان موقف فرنسا من مشروع القرار البريطاني سيضر بمصالحها "ضرراً كبيراً". وقال الصحاف "ان الفرنسيين تراجعوا عن موقفهم الذي كان يتحدث عنه سفيرهم في المشاورات غير الرسمية في مجلس الامن"، معتبرا "ان التراجع الفرنسي سيضر بمصالح فرنسا ضرراً كبيراً". واستطرد قائلاً: "ان الاخرين لن يحترموا ولن يعتبروا هذا التراجع تجاه القرار سوى انه اخفاق وقبول بضغط الآخرين". واشار الى ان الفرنسيين، الممثلين في العراق بقسم لرعاية المصالح، "كانوا ينقلون للعراق ما يحدث داخل مجلس الامن في اطار المشاورات غير الرسمية وليس ما سيحصل" مضيفاً "انهم لم يكونوا ينسقون معنا بهذا الشأن". من جهتها انتقدت صحيفة "بابل"، التي يشرف عليها عدي النجل الاكبر للرئيس صدام حسين، التصريحات التي ادلت بها الناطقة بلسان وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه التي دعت الثلثاء العراق للتعاون مع الاممالمتحدة. واعتبرت "بابل" ان هذا التصريح "يبدو في ظاهره قولاً لا غبار عليه، ولكن من حقنا ان نسأل الناطقة الفرنسية ماذا كان يفعل العراق طيلة السنوات التسع الماضية ان لم يكن متعاوناً مع المجلس؟". وبعد ان اشارت الى ان "تعاون العراق مع المنظمة الدولية امر محسوم ومفروغ منه بشهادة المنظمة الدولية نفسها" قالت: "لكن ما الذي حصل؟... لقد كانت النتائج تشير الى قيام الادارة الاميركية بافتعال الازمة العام الماضي وسحب فريق التفتيش وشن العدوان الظالم المتواصل على العراق". وتساءلت "بابل": "هل تريدنا الناطقة الفرنسية ان نتعاون مع مجلس الامن الدولي الان للعودة الى الصفر...؟" وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن اعلن ان واشنطن ستعزز السعي لحشد اجماع وراء مشروع القرار البريطاني، وأعلن ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ستجري محادثات في الايام المقبلة بشأن هذا القرار لا سيما مع وزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية البريطاني وآخرين. واعتبر ان تنقلات طارق عزيز "مثيرة للشفقة"، وذلك في سعيه لرفع العقوبات الدولية عن بلاده "بسحر ساحر". ووصف مشروع القرار الجديد بأنه "معقول".