استرد لبنان، أمس، جثث عشرة لبنانيين قتلهم رجال الأمن الكونغوليون اثر اغتيال الرئيس لوران ديزيريه كابيلا بعد اعتقالهم من منازلهم في كينشاسا في 16 كانون الثاني يناير الماضي. وكان في انتظار النعوش مئات من الأهالي الذين اتشحوا بالسواد، وبذلت الاجهزة الأمنية جهوداً لإبعادهم عن مدرجات المطار بعدما فاض بهم الحزن والغضب. راجع ص4 وتسلم الأهالي ثماني جثث امكن التعرف الى اصحابها بعدما خضعت لمعاينة أطباء شرعيين والأدلة الجنائية وأخذت عينات من الجثتين الباقيتين لاخضاعها لفحص الحمض النووي لمعرفة صاحبيهما خصوصاً ان الجثث مهترئة وبعضها مقطع وتبين ان اصحابها قتلوا إما بالرصاص او بآلات حادة. وكانوا دفنوا في مقبرة جماعية قرب العاصمة، ووجدت الى جانبها جثتان تعودان لامرأتين كونغوليتين قتلتا في الوقت نفسه مع اللبنانيين. وفيما رافق المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة نعوش الضحايا الى بيروت، غادر وزير الثقافة غسان سلامة الى كينشاسا حاملاً رسالة من الرئيس اللبناني إميل لحود الى نظيره الكونغولي جوزيف كابيلا يتوقع ان يلتقيه اليوم ويطلب فيها الاطلاع على التحقيقات التي تجريها السلطات الكونغولية ومعاقبة المعتدين وضمان سلامة المغتربين اللبنانيين. ولا يزال مصير لبناني آخر مجهولاً فيما اعطت السلطات الكونغولية إذناً لأهالي اللبناني علي اللقيس الموقوف في الاطار نفسه لزيارته. ونقل جمعة عن الرئيس كابيلا تأكيده معاقبة مرتكبي الجريمة وقال ل"الحياة": "ان كابيلا طلب ألا يسيء ما حصل للعلاقة مع لبنان وانه حريص على طمأنة المغتربين اللبنانيين". وكشف ان لجنة دولية تجري التحقيق في الجريمة، مؤلفة من ممثلين عن انغولا وزيمبابوي، اضافة الى الكونغو. وكان شاركه في اتصالاته في الكونغو السفير اللبناني شحادة المعلم، فيما أوضح رئيس الجالية اللبنانية في الكونغو عبدالستار عاشور الذي عاد الى بيروت "ان لجنة التحقيق التي كلفت بكشف ملابسات اغتيال الرئيس كابيلا الأب هي نفسها المكلفة متابعة التحقيق في اغتيال اللبنانيين ولم يعرف ما اذا كان سيسمح للوفد اللبناني الذي يترأسه موفد لحود المشاركة في لجنة التحقيق".