لم يمضِ يومان على انتخاب ارييل شارون رئيساً للوزراء، حتى انفجرت سيارة ملغومة في حي بيت اسرائيل للمتدينين اليهود في القدس الغربية، فجرحت اسرائيلية واحدة. وقال قائد شرطة القدس ميكي ليفي لاذاعة الجيش ان "السيارة التي كانت تحتوي كمية كبيرة من المتفجرات دمرت تماماً. نحن نتحدث عن قنبلة كبيرة للغاية. اعتقد ان عدم سقوط قتلى معجزة كبيرة". ورغم توقيف شخصين يشتبه في تورطهما في الانفجار، واعلان "قوات المقاومة الشعبية الفلسطينية، مجموعة شهداء صبرا وشاتيلا" مسؤوليتها عن الانفجار وتعهدها ب"مسلسل من الهجمات"، إلا ان الحادث يصب في تقوية اوراق شارون التفاوضية، سواء لجهة تشكيل حكومته التي يفضلها ان تكون حكومة وحدة مع العمل، او لجهة تشدده في قضايا عملية السلام. ورد شارون على الانفجار بدعوة السلطة الفلسطينية الى "وقف العنف"، وبعث برسالة جوابية الى الرئيس ياسر عرفات رداً على رسالة التهنئة التي تلقاها منه قال فيها ان "اسرائيل معنية باستئناف المفاوضات ودفع عملية السلام، لكن مع ضرورة وقف اعمال العنف بشكل تام"، داعياً الى حل الخلافات بالطرق السلمية. وربط رسالته بالانفجار الذي وقع في القدس والذي اعتبره "حادثاً مفجعاً يلزم جميع الاسرائىليين بتوحيد صفوفهم"، في اشارة واضحة الى تفضيله حكومة وحدة وطنية تضم حزب العمل اساسا. وواصلت واشنطن امس الحملة التي اطلقتها لاعطاء شارون فرصة لتحقيق السلام وتشكيل حكومة وحدة. وتحادث الرئيس جورج بوش هاتفيا مع كل من باراك وعرفات والرئيس الاسرائىلي موشي كاتساف، فيما اتصل وزير خارجيته كولن باول هاتفياً مع شارون وباراك والعاهل الاردني الملك عبد الله وولي العهد السعودي الامير عبد الله ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية المصري عمرو موسى. وصرح بوش في البيت الابيض بأن واشنطن تسعى الى "تعزيز مناخ الاستقرار والهدوء لاعطاء حكومة شارون فرصة ليفعل ما قال انه سيفعله وهو تشكيل حكومة وحدة ومد يديه الى الاطراف الاخرى لتعزيز السلام في المنطقة". وقال باوتشر ان الرسالة التي ضمنها باول في حديثه مع المسؤولين مفادها: "نحتاج لأن نعمل سوياً وان نتحدث مع اصدقائنا وحلفائنا في المنطقة والتحدث الى الحكومة الجديدة فور تشكيلها في شأن سبل التحرك صوب البحث عن السلام". في غضون ذلك، قال شارون انه سيرسل مبعوثين الى الدول العربية والغربية لشرح الخطوط العريضة لحكومته، كما باشر اتصالات مع الكتل البرلمانية المرشحة للانضمام الى حكومته وسط تأكيده انه يطمح اولاً الى ضم حزب "العمل" في حكومة وحدة. لكن حكومة الوحدة والخلافات على الزعامة تتهدد حزب العمل بانقسامات. ويبدو شمعون بيريز اشد المتحمسين للانضمام الى حكومة برئاسة شارون، فيما يهدد يوسي بيلين وشلومو بن عامي بالانشقاق في حال الانضمام الى حكومة كهذه. ونقل عن بيريز انه لا يسعى الى خلافة باراك في زعامة الحزب، فيما يعدّ رئيس الكنيست ابراهام بورغ لترشيح نفسه للمنصب. وكان شارون اعلن اول من امس انه سيرسل مجلي وهبة مبعوثا الى الاردن امس وتردد انه سيتوجه الى مصر ايضاً. ولم تؤكد مصادر اردنية رسمية حتى مساء امس وصول وهبة الى الاردن. ومن المقرر ايضاً ان يغادر شوفال الى العاصمة الاميركية الاسبوع المقبل على ان يكون رئيس الدولة السابق عيزر وايزمان حلقة الوصل بين شارون والرئيس الفلسطيني، وربما مع الرئيس حسني مبارك. لكن مصدراً ديبلوماسياً مصرياً نفى وجود اتصالات بين القاهرة وطاقم شارون حتى الآن. وأكد ل"الحياة" أن الأنباء عن زيارة وشيكة يقوم بها وهبة للقاهرة "غير صحيحة" ولا علم للمسؤولين المصريين بها. واستغرب تحديد اسم وهبة، متوقعاً في حال الاتفاق على "اتصالات" ان تكون على مستوى أعلى. وكان الوزير عمرو موسى استقبل أمس السفير الاميركي في القاهرة دانيال كيرتزر، ونفت مصادر سياسية ل "الحياة" أن يكون اللقاء استهدف فتح قناة اتصال بين مصر وطاقم شارون الآن، فيما صرح كيرتزر بأنه التقى موسى للتشاور معه قبيل سفره الى واشنطن، وقال إنه مستمر في عمله في مصر إذ لم يبلغ شيئاً في هذا الصدد.