سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دهامشة : لا أرى حكمة في رفض مسبق للاجتماع مع شارون بعد ان هنأه عرفات . قرار حكومة باراك اعتبار مقترحات كلينتون لاغية يمهد لمشاركة "العمل" في حكومة وحدة مع شارون
} تدخل المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة في اسرائيل برئاسة رئيس الحكومة المنتخب ارييل شارون مرحلة التلخيصات ابتداء من اليوم وسط تعزز احتمالات تشكيل حكومة وحدة وطنية، يكون فيها حزب "العمل" على رغم الصراعات العنيفة داخله، قطباً مركزياً. وأعلن رئيس الدولة موشيه كتساف انه يسعى شخصياً لتشكيل حكومة وحدة تقتضيها الظروف التي تعيشها الدولة، حسب تعبيره. رأى محللون سياسيون في قرار الحكومة الاسرائيلية امس تبنيها اعلان رئيسها المهزوم ايهود باراك ان "مقترحات الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وتفاهمات كامب ديفيد لا تلزم الحكومة الاسرائيلية الجديدة"، تقديم شبكة أمان لحكومة شارون العتيدة ومقدمة لدخول حزب "العمل" هذه الحكومة. وصوت الوزراء في حكومة باراك بالاجماع على اعلانه ان مقترحات كلينتون التي نوقشت في مفاوضات منتجع طابا المصري باتت "لاغية ولا تلزم الحكومة المقبلة" برئاسة شارون. وأعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان باراك ابلغ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان مقترحات كلينتون باتت "لاغية" باعتبار ان "الجانب الفلسطيني اختار العنف". وعلى رغم الصراعات العنيفة التي يشهدها حزب "العمل" يتوقع ان تقر لجنته المركزية، التي قد تعقد اجتماعاً خاصاً الخميس المقبل، الانضمام الى حكومة شارون إزاء تهالك قطبيها الاساسيين باراك وشمعون بيريز وعدد من الوزراء للمشاركة في هذه الحكومة. وكان طاقم المفاوضات الذي شكله شارون تقدم باقتراح سخي على أقطاب العمل في ناحية الحقائب الوزارية المعدة لهم ومنحهم حق اختيار اثنتين من أبرز هذه الحقائب: الأمن والخارجية والمالية. ولم يتبق امام الطاقمين سوى الاتفاق على الخطوط العريضة للحكومة الجديدة. ويشترط العمل لدخوله أن تتضمن هذه الخطوط تبني الحكومة لاتفاقات اوسلو، والتعهد بعدم انشاء مستوطنات جديدة، والموافقة على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، واتباع سياسة المساواة للمواطنين العرب واخلاء عدد من المستوطنات المنعزلة. وتنازل "العمل" عن مبدأ السعي الى التوصل لحل نهائي مع الفلسطينيين. من جهته يعارض "ليكود" ان تكون الخطوط العريضة تفصيلية ويقترح ان تكون عمومية، خصوصاً في المسائل المتعلقة بالتفاوض مع الفلسطينيين. وسيجتمع الطاقمان المفاوضان عن العمل وليكود للمرة الثالثة ظهراليوم الاثنين في حضور محامين عن الطرفين لوضع النقاط على حروف الاتفاق الوشيك. ونقل عن أحد اقطاب العمل قوله ان الاتفاق ممكن خلال أيام. من ناحيته يسعى رئيس الحكومة المنتخب الى الانتهاء من عملية تشكيل الحكومة خلال اسبوع أو عشرة أيام على الأكثر وقبل وصول وزير الخارجية الاميركي كولن باول. ومن غير المستبعد ان يتم الاتفاق بين ليكود والاحزاب اليمينية المختلفة خلال أيام بعد التغلب على بعض العثرات وابرزها التنافس على حقيبة الداخلية بين حركة شاس الدينية الشرقية الأصولية وبين حزب "اسرائيل بعليا" العلماني الذي يمثل قطاعاً واسعاً من المهاجرين الروس. الى ذلك، أعلن رئيس الدولة موشيه كتساف انه يسعى جدياً ليتم تشكيل حكومة وحدة لا يقتضيها الواقع السياسي والحاجة الى ضمان برلماني فحسب انما "لأننا بحاجة الى حكومة وحدة لرأب الصدع في صفوف الشعب الاسرائيلي ولذا قمت وما زلت بإجراء اتصالات مع باراك وشارون". ورأى كتساف وجوب ان يلتقي رئيس الحكومة المنتخب شارون مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات "لاستئناف المفاوضات، ومثل هذا الاجتماع لم ينف شارون أهميته". وتأججت الصراعات داخل العمل وتعمقت الأزمة الى درجة قد تؤدي الى انقسام الحزب، لا محالة، وذلك بعد اعلان الوزير يوسي بيلين ان امكانية تركه حزب "العمل" في حال انضم الى حكومة وحدة، هي امر وارد، ووسط حديث عن امكان تشكيل قطب جديد يضم بيلين وأنصاره من العمل وحركة ميرتس اليسارية. وفاجأ النائب عوزي برعام أحد أبرز أقطاب الحزب ومعسكر اليسار الاسرائيلي بإعلانه امس انه سيقدم غداً استقالته من الكنيست ويعتزل الحياة السياسية بعد الهزيمة الشنيعة التي مني بها الحزب في الانتخابات الأخيرة. ودعا برعام، الذي شغل سابقاً منصب الأمين العام للحزب وكان وزيراً في حكومة اسحق رابين، حزبه الى وضع أجندة جديدة وانتخاب زعيم جديد يعمل على انتشاله من الحطام. وكان برعام من أشد المعارضين لباراك وسلوكه بعد ان استثناه الأخير من الوزارة التي شكلها قبل أقل من عامين على رغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها في صفوف اللجنة المركزية للحزب منذ دخوله الكنيست عام 1977. وتساور قادة الحزب شكوك حول نية باراك الاستقالة فعلاً من زعامة الحزب وعضويته في الكنيست في اعقاب قيادته المفاوضات الائتلافية مع شارون. وعلى رغم اعلان مقربين منه انه لم يعدل عن عزمه الاستقالة، فإن باراك يلتزم الصمت، مما يثير حفيظة بيريز الذي قد يقوم باتصالات مع ليكود حول انضمام "العمل" من دون استشارة باراك. ونفى بيريز ما نشرته صحيفة "معاريف" امس من انه قد ينضم الى حكومة شارون، وزيراً للخارجية، في حال رفضت اللجنة المركزية لحزبه الانضمام الى هذه الحكومة. لكن بيريز لم ينف ان شارون تقدم اليه بمثل هذا العرض عشية الانتخابات. وشنت حركة "ميرتس" هجوماً كاسحاً على بيريز الذي يزحف بأي ثمن للدخول في حكومة شارون وهددت باراك بأنها لن تدعمه في انتخابات مقبلة اذا ما قاد حزبه الى حكومة وحدة. وعصر امس، انتهى اجتماع ثان بين طاقمي المفاوضات الائتلافية ل"ليكود" و"العمل" قال في ختامه، عضو طاقم ليكود ايهود اولمرت ان اقامة حكومة وحدة قريبة جداً "هناك أمل جدي في اقامة حكومة كهذه ومن يقف في طريقها انما يتحدى ارادة الجمهور الاسرائيلي". ومن المفروض ان يقدم طاقم ليكود لنظيره من "العمل" رده على مطالب الأخير، اليوم الاثنين. الى ذلك، أثار الاتصال الهاتفي الذي أجراه اوري شيني رئيس طاقم المفاوضات الائتلافية الذي شكله شارون مع عدد من النواب العرب "لفتح قنوات اتصال بين الطرفين" ردوداً متباينة في أوساط النواب. واعتذر النائب محمد بركة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة عن عدم تلبية الدعوة الى اجتماع مع طاقم "ليكود" في هذا الخصوص "لأن الجبهة لا ترى نفسها بأي شكل من الاشكال جزءاً من سياق المفاوضات الائتلافية لتشكيل حكومة شارون"، مضيفاً انه اذا جاءت الدعوة من رئيس الحكومة المنتخب بعد تنصيبه رسمياً للاجتماع بنواب الجبهة فعندها يمكن النظر في مثل هذه الدعوة. وأبلغ النائب أحمد الطيبي الحركة العربية للتغيير شيني ان حركته ترى نفسها معارضة لأية حكومة يترأسها شارون، موسعة كانت أم ضيقة وعليه قررت عدم الاستجابة لدعوة عقد اجتماع معه. من جهته قال النائب طلب الصانع الحزب الديموقراطي العربي انه يقدر هذه المبادرة من طاقم شارون "التي تدل على نوع من التحول الايجابي، خصوصاً ان باراك لم يعطنا حتى فرصة ان نرفض اقتراحاً بضمنا الى حكومته". واضاف الصانع انه يرى في توجه شارون اليه تأكيداً منه ومن حزبه على شرعية أعضاء الكنيست العرب وأحزابهم. ويتفق النائب عن الحركة الاسلامية عبدالمالك دهامشة مع الصانع في ان الموقف يجب ألا يكون رفض اجراء اتصال مع شارون أو طاقمه "فنحن نطالب باشراكنا في دائرة اتخاذ القرار ونندد باليمين الذي يسعى الى نزع الشرعية عنا". واضاف دهامشة ل"الحياة" انه لا يعارض ان يناقش وطاقم شارون برنامج حكومته "ومن حقنا، بعد ان نستمع اليه، ان نرفض أية شراكة معه، لكن لنترك المزايدة. شارون رئيس حكومة شرعي والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هنأه بانتخابه ولا أرى حكمة في رفض مسبق للاجتماع اليه".