باتت افغانستان خالية من المخدرات بشهادة الاممالمتحدة، وذلك بعدما كانت تتصدر الدول المنتجة لهذه الآفة عالمياً. وطالبت مصادرها بتسجيل هذا النجاح في خانتها بعدما عجزت حكومات عدة في السابق عن تحقيقه. لكن مراقبين ابدوا مخاوف من عودة الافغان الى انتاج المخدرات وتسويقها، اذا لم تتوافر لهم مصادر دخل بديلة. وأعلنت الوكالة الدولية لمكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة أن أفغانستان اصبحت خالية من المخدرات بعد الفتوى التي أصدرها زعيم حركة "طالبان" ملا محمد عمر أوائل العام الماضي، وألزمت الأفغان بالتخلي عن زراعة المخدرات والانصراف إلى المحاصيل الأخرى. وافاد تقرير للوكالة وزع خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الباكستانية إسلام آباد أمس، أن المخدرات "تراجعت في شكل كبير خلال السنة الماضية حتى باتت أفغانستان خالية من هذا الوباء". وذكر رئيس الوكالة جان خان أن التراجع خلال العام الماضي، وصل إلى نسبة 30 في المئة، كما أشاد بفتوى محمد عمر التي "كان لها الأثر الأكبر في تخلي المزارعين الأفغان عن هذه الزراعة". وفي المقابل، دعا خان الدول المانحة إلى دعم الشعب الأفغاني مادياً ومعنوياً وتشجيعه على عدم العودة إلى زراعة المخدرات التي كانت تمثل 75 في المئة من الانتاج في العالم. ونقلت بعض المصادر المطلعة عن عمر قوله: "نحن حين منعنا زراعة المخدرات في أفغانستان و أصدرنا تلك الفتوى، لم نقم بذلك لإرضاء البنتاغون ولا الخارجية الأميركية، و إنما إرضاءً لله و قناعة شرعية بحرمتها". و كانت لجنة تابعة لوكالة مكافحة المخدرات الدولية أجرت مسحاً على الولايات الأفغانية التي تكثر فيها زراعة المخدرات مثل ننجرهار وهلمند وقندهار وغيرها، وذلك لمدة أحد عشر يوماً زارت اللجنة خلالها 2770 قرية أفغانية. وتوصلت إلى معطيات أن زراعة المخدرات تراجعت في شكل كبير وبنسب قياسية لم يكن يتوقع أن تنجح خلال فترة قصيرة، مع العلم أن الوكالة أنفقت عشرات الملايين من الدولارات وربما المئات منها طوال العقود الماضية، أملاً في تنظيف أفغانستان من المخدرات التي تصدّر إلى وسط آسيا لتزعزع الاستقرار فيها ، ويصار الى نقلها لاحقاً إلى أوروبا وأميركا . وقالت مصادر أفغانية مطلعة على ملف المخدرات ل"الحياة": "لا بد من أن يسجل ذلك في سجل طالبان الناجح المتمثل في فرض الأمن والاستقرار في البلاد، فما فشلت فيه الحكومات السابقة بدءاً بالملك السابق ظاهر شاه والحكومات الشيوعية المتعاقبة وحتى حكومة المجاهدين خلال عشرات السنين الماضية، نجحت فيه الحركة في غضون أعوام وذلك بشهادة دولية". لكن مصادر أخرى، ساورها القلق من عودة بعض المزارعين إلى زراعة المخدرات في حال لم يحصلوا على دعم لزراعة القمح وغيره من المحاصيل خصوصاً وأن ثمة قحطاً منذ سنوات في أفغانستان، إضافة إلى وجود عقوبات اقتصادية مفروضة على "طالبان" بسبب رفضها تسليم أسامة بن لادن المطلوب أميركياً. وذكرت مصادر أفغانية ل"الحياة" أن مخزون المخدرات من العام الماضي والذي سبقه، لا يزال مخزناً في البيوت والمستودعات، على أمل أن ترتفع الأسعار بسبب منع الزراعة. ويحرص المخزنون على عدم البيع في هذه الأوقات التي ارتفعت فيها الأسعار على أمل أن ترتفع أضعافاً مضاعفة.