كابول - رويترز - رأى وزير الزراعة الأميركي توم فيلساك أن إعادة بناء القطاع الزراعي الأفغاني يمكن أن يعزز الثقة في الحكومة الهشة للبلاد، ويبعد المزارعين عن أموال المخدرات. وأضاف فيلساك الذي وصل كابول أمس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، بهدف إظهار التزام أميركا تجاه القطاع الزراعي، أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتبر الزراعة أكبر أولوية غير أمنية في أفغانستان. وقال لصحافيين إن «الزراعة عنصر حيوي في مساعينا لمحاولة تحقيق الاستقرار في أفغانستان. إذا تمكننا من مساعدتهم في فعل ذلك، فإن هذا يبني أيضاً الثقة في حكومتهم». وأشار إلى وجود «إمكانيات فائقة»، لكنه أقر بأن التحديات هائلة، حيث نصف الأرض القابلة للزراعة في البلاد فقط مستغل حالياً، فيما تدر الزراعة 80 في المئة من الدخل. وشدد على ان الأمل يكمن في جذب المزارعين الذين يحصلون على المال من حركة طالبان في مقابل زراعة الأفيون، لزراعة محاصيل ذات قيمة عالية مثل العنب والمكسرات والرمان التي يمكن تصديرها لاحقاً. وتابع ان التقديرات الأميركية أظهرت أن المزارع الأفغاني يحصل على نحو 2500 دولار لكل هكتار من بيع الأفيون، لكن مساحة الأرض ذاتها إذا خُصصت لزراعة الرمان فإنها يمكن أن تدر 12 ألف دولار تقريباً. وشجعت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مساع حكومية أفغانية للقضاء على زراعة الخشخاش في أفغانستان، أكبر مصدّر في العالم للهيرويين الخام، لكن إدارة أوباما قللت من شأن تلك الاستراتيجية، مشيرة إلى ان كل ما حققته هو إشعار المزارعين بالإقصاء من دون عرض بدائل لزراعة محاصيل مشروعة. ومن العقبات الرئيسة تدني وضع الائتمان الزراعي للمزارعين. وقال فيلساك إنه سيبحث في هذه المسألة مع وزير الزراعة الأفغاني آصف رحيمي، كما سيبحث في كيفية تطبيق أساليب نجحت في بلاده في أفغانستان، موضحاً أن بلاده تعرض على المزارعين قروضاً منخفضة الفائدة وحوافز أخرى. لكن حتى إذا ساعدت الولاياتالمتحدة على إطلاق مشاريع زراعية ذات قيمة كبيرة، وحسنت من الائتمان الزراعي، سيظل من الصعب إيصال البضائع إلى السوق بسبب الحرب وتداعي البنية الأساسية. ويعتزم فيلساك أثناء وجوده في كابول مقابلة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وتفقد عدد من المشاريع الزراعية.