مهّد الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش للقاء الذي سيجمع مع نظيره القبرصي اليوناني غلافكوس كلاريدس اليوم على الخط الأخضر الفاصل بين شطري الجزيرة بإعلان تشاؤمه من نتائج هذه القمة قائلاً: "ان أحداً لا يجب ان ينتظر شيئاً من هذا اللقاء. فأنا ذاهب لأُفهِم كلاريدس خطأه"، معتبراً انه في حال رفض كلاريدس "الرجوع عن خطأه"، فإن ذلك سيكون بداية ازمة جديدة يغلق معها ملف المفاوضات الى الابد انتهاء بالسيناريو الأسود وهو إلحاق جنوبقبرص اليوناني بالاتحاد الأوروبي وشمالها التركي بتركيا. ولذلك يعتبر كثيرون من المراقبين ان هذا اللقاء الذي دعا إليه دنكطاش، بعد اربع سنوات على آخر قمة جمعته مع نظيره القبرصي اليوناني عام 1997، ليس اكثر من فخ نصبه دنكطاش لنفسه، إذ كان المراقبون يعتبرون ان دنكطاش متعنّتاً بسبب انسحابه المتكرر من جولات المحادثات سابقاً. اما اليوم وفي حضور شاهد للقاء وهو مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للقضية القبرصية دلفارو دي سوتو، فإن على دنكطاش ان يقدّم شيئاً جديداً على الطاولة وإلا دُمغ بصفة "المتعنّت" و"المتهرّب" من الحل مجدداً. غير ان البعض يأمل في ان تسفر القمة عن بصيص أمل جديد لعودة المفاوضات، في حال تخطى الجانبان مسألة التمثيل وحصل دنكطاش من خلال لقائه وجهاً لوجه مع غريمه على درجة المساواة السياسية التي كان يبحث عنها دائماً، مؤكداً ان القبارصة الأتراك واليونانيين متساوون. وإذا نجح دنكطاش في نيل هذه الدرجة من المساواة او تراجع عن التمسك بها، يمكن عندها فقط الوصول الى ارضية مشتركة لعودة الحوار ومناقشة المسائل العالقة الأخرى مثل تقسيم ارض الجزيرة بين الجانبين التركي واليوناني من جديد وتبادل المهاجرين والسماح بحرّية التنقل وتقاسم مصادر المياه وتحديد الشكل النهائي للجمهورية كفيديرالية كما يريدها القبارصة اليونانيون والاتحاد الأوروبي، أو كونفيديرالية كما تصرّ عليها أنقرة. وفيما ترى أنقرة نفسها تحت ضغوط الاتحاد الأوروبي الذي اشترط على تركيا حل المسألة القبرصية قبل الحصول على العضوية فيما ضمنت قبرص اليونانية العضوية في الاتحاد من دون اشتراط حل المسألة مع الأتراك قبل ذلك، تؤكد تركيا ان الاتحاد الأوروبي يكيل بمكيالين ويعطي القبارصة اليونانيين فرصة التملص من الحل طالما ضمنوا العضوية على امل ان يورثوا الاتحاد الأوروبي خلافهم مع تركيا لتصبح المسألة تركية - أوروبية. وتبقى آمال تركيا معلقة بدعم اميركي محتمل لموقفها. إذ ان واشنطن لا ترغب في رؤية الجزيرة القبرصية أوروبية خالصة في وقت تزداد احتمالات اعتماد اميركا على تركيا في دعم حربها ضد الارهاب في مرحلتها المقبلة التي قد تشمل الشرق الأوسط. وعلى أي حال، فإن أنقرة من دون شك تسعى الى عدم قطع شعرة معاوية مع القبارصة اليونانيين من اجل ترك الباب مفتوحاً لتدخّل أو دعم أميركي مرجو يُثقل وزن كفة الأتراك في أي محادثات مستقبلية.