ادلى حوالى 127 ألف قبرصي تركي بأصواتهم أمس، لانتخاب رئيس جديد ل"جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة. ويرجح المراقبون ويأمل سكان الجزيرة، ان يشهد الرئيس العتيد حل القضية القبرصية. على رغم وفرة حظوظ الرئيس القبرصي التركي رؤوف دنكطاش في الفوز للمرة الرابعة على التوالي بولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، فان بعض المراقبين اشاروا الى احتمال اجراء جولة ثانية في 22 الشهر الجاري، في حال فشل الاخير في الحصول على اكثر من نصف الأصوات في الجولة الأولى. وجاء ذلك في ظل منافسة شديدة بين دنكطاش وغريمه رئيس الوزراء وزعيم حزب الوحدة الوطني درويش أرأوغلو الذي سبق وأن اجبر الرئيس على خوض جولة ثانية بينهما في انتخابات عام 1995. واضافة الى دنكطاش وأرأوغلو، يشارك ستة مرشحين آخرين في الانتخابات، لكن فرصهم تبدو ضعيفة جداً، علماً ان مجموع اصواتهم قد يؤثر على النتيجة النهائية في الجولة الثانية في حال جيّروا جميعاً اصواتهم لمصلحة احد المرشحين الرئيسيين. ونزل دنكطاش الى ساحة المعركة رافعاً شعار لا تنازلات في القضية القبرصية، فيما رفع خصمه أرأوغلو شعار التغيير والتجديد ولكنه أكد على انه في حال فوزه، سيستمر في التنسيق مع أنقرة. لكن أنقرة تميل الى دنكطاش ولا تخفي دعمها له لإكمال المسيرة التي بدأها مع تركيا باعلان جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983. وتشير استطلاعات الرأي الى ان الغالبية لا ترى فرقاً بين دنكطاش وأرأوغلو في الاهداف والأسلوب، الا ان الرئيس يتمتع بمكانة عاطفية لدى الشعب فهو مؤسس جمهوريتهم والمدافع عن قضيتهم على مدى اكثر من 30 عاماً، في حين ان أرأوغلو ظهر على الساحة حديثاً ولا يلم بأي لغة اجنبية اوخبرة سياسية خارجية بسبب عزلة الجمهورية التي يتولى منصب رئيس الوزراء فيها. تضاف الى ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القبارصة الأتراك والتي تدفعهم الى المطالبة بحل سريع وعاجل للقضية القبرصية. وتتحمل الحكومة ورئيسها عبء هذه القضية. وتكتسب هذه الانتخابات اهمية بالغة لكونها ستحدد الرئيس الذي سيحضر اجتماعات الجولة الثالثة والمباشرة مع القبارصة اليونانيين في 23 أيار مايو المقبل في نيويورك. وهو سيكون الرئيس الذي يرجح المراقبون ان يشهد حل المسألة القبرصية، خصوصاً في الوقت الذي بدأ القبارصة الأتراك يتلقون اشارات من أوروبا باحتمال الاعتراف بجمهوريتهم او منحهم صيغة اميركية للحل لم تكشف بعد ولكنها ستكون بين الكونفيديرالية التي يطالب بها دنكطاش والفيديرالية التي يطالب بها نظيره القبرصي اليوناني غلافكوس كلاريدس. وكان دنكطاش صرح خلال حملته الانتخابية بأنه يسير بخطى ثابتة نحو حل قريب ومشرّف للقضية القبرصية وان اوروبا بدأت تعي وتتقبل وجهة النظر التركية. وأضاف ان صعود اسهم تركيا في المنطقة أخيراً وقبول ترشيحها لعضوية الاتحاد الأوروبي سينعكس ايجاباً على الموقف التركي في قبرص. وعلى رغم ذلك فإن استطلاعات الرأي تشير ايضاً الى قبول قسم كبير من شباب القبارصة الأتراك للحل الفيديرالي لأنه يعني دخولهم في شكل أسرع الى اللوبي الأوروبي وهذا سيساعد كثيراً على حل مشكلاتهم الاقتصادية الكبيرة. وهم يعلمون جيداً ان الحل الكونفيديرالي او الانقسام الكلي يعني بقاءهم مرتبطين بتركيا، سياسياً واقتصادياً.