أنهى وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس زيارة لموسكو، ناقش خلالها الملف الأفغاني والتعاون الأميركي - الروسي في آسيا الوسطى. وتصدر التعاون العسكري بين موسكووطهران محادثات الوزير، إضافة إلى عدد من الملفات الاقليمية، خصوصاً ملف العراق والأوضاع في الشرق الأوسط. وأكد باول، الذي حظي باستقبال دافئ في الكرملين أمس، أن العلاقات الروسية - الأميركية دخلت مرحلة جديدة بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر، لافتاً إلى "تطابق" مواقف الجانبين حيال مستقبل أفغانستان. وأشاد ب"الجهود الإنسانية" التي تبذلها روسيا هناك، مؤكداً ضرورة التنسيق بين الجانبين في عملية التسوية السياسية في أفغانستان. ودعا إلى التعاون في منطقة آسيا الوسطى، مذكراً بأن "الإرهاب الدولي هو العدو المشترك" الذي يواجه موسكووواشنطن الآن. وصرح باول إلى الصحافيين بعد لقائه الرئيس فلاديمير بوتين، بأن واشنطن لم تحدد بعد الهدف المحتمل بعد أفغانستان في إطار الحرب على الإرهاب، موضحاً أن الرئيس جورج بوش لم يتخذ بعد قراراً بهذا الشأن. ونبه إلى أن واشنطن "تراقب عن كثب نشاط المنظمات الإرهابية والدول التي تدعمها". إلى ذلك، أشاد بوتين بتعاون الخبراء الأميركيين والروس في أفغانستان، وتحدث عن "تعاون في المجالات الإنسانية"، مؤكداً أن التنسيق بين الجانبين سيستمر. وكان باول التقى في وقت سابق وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، وبحثا في قضايا اقليمية بينها الأوضاع في الشرق الأوسط والملف العراقي. وتصدر التعاون العسكري بين موسكووطهران المحادثات. وذكر السفير الأميركي في موسكو اليكنسدر فيرشبوي أن إدارة بوش عبرت عن قلها من "برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل في إيران"، لافتاً إلى أن طهران تستخدم تقنيات قد تكون "تسربت" إليها من موسكو، بعيداً عن رقابة الحكومة الروسية. وبعد محطة موسكو، بدأ باول جولة أوروبية أمس تشمل المانيا وبريطانيا وفرنسا. ... بعد "القاعدة" وقال باول في مقابلة أجرتها محطة "تي في 6" التلفزيونية الروسية إن "الرئيس بوش لم يتخذ قراراً في شأن الأهداف المحتملة للمرحلة المقبلة" من حملة مكافحة الإرهاب، بعد أفغانستان. وأضاف ان مستشاري البيت الأبيض لم يقدموا بعد اقتراحات في هذا الصدد، وشدد على أن "المرحلة الأولى موجهة ضد اسامة بن لادن وشبكة القاعدة وحركة طالبان، حين ننتقل إلى مراحل أخرى من العملية، يجب النظر في المنظمات الإرهابية القائمة والأنظمة التي تدعمها أو التي تسعى إلى اقتناء أسلحة دمار شامل، يمكن أن تستخدمها منظمات إرهابية".