} وقّعت روسياوايران امس اتفاقاً للتعاون العسكري وتعهدت موسكو تسليم طهران اول مفاعل نووي الشهر المقبل، فيما اعلن وزير الدفاع الايراني علي شمخاني ان بلاده ستؤيد ضرب "الارهابيين" في حال موافقة الاممالمتحدة. ووصف اسرائيل بأنها "جامعة للارهاب عميدها رئيس الوزراء ارييل شارون". اجرى الوزير شمخاني الذي يزور موسكو جولة اولى من المحادثات مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف، ووقعا بعدها اتفاقاً اطاراً للتعاون العسكري بين البلدين. وشدد ايفانوف على ان الاتفاق "ليس سرياً ولا يختلف عن عشرات من الاتفاقات المماثلة" التي وُقّعت مع دول اخرى. وزاد ان بلاده ملتزمة المواثيق التي تحظر تصدير التكنولوجيا الممنوعة، و"لا تحبّذ تغيير موازين القوى في المنطقة". وشكر شمخاني لروسيا تخليها عن "مذكرة آل غور تشيرنو ميردين" التي كانت موسكو تعهدت بموجبها للاميركيين الامتناع عن بيع ايران اسلحة. وعلى رغم ان الاتفاق الجديد لم يحدد انواع الاسلحة والمعدات الروسية التي ستحصل عليها طهران او كمياتها، قدّر الخبراء قيمتها الاجمالية ب300 - 400 مليون دولار سنوياً، وستشمل طائرات من طراز "سوخوي 27" وصواريخ مضادة للطائرات، وبطاريات صواريخ مضادة للسفن، اضافة الى تحديث اسلحة قديمة موجودة لدى ايران. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الحكومية عن مصادر عسكرية ان موسكو ستزود ايران شبكة تضمن حماية حدودها مع افغانستان والتي تمتد مسافة 800 كيلومتر. الى ذلك اعلنت وزارة الطاقة النووية الروسية ان المفاعل الاول الذي سيستخدم في محطة بوشهر النووية الايرانية سيسلم الى طهران الشهر المقبل. ويكتسب هذا التطور واتفاق التعاون العسكري اهمية خاصة في ضوء اعتراضات الولاياتالمتحدة واسرائيل على تعاون موسكو مع طهران في المجالين العسكري والنووي. ورداً على انتقادات محتملة، قال سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي لشؤون المعلومات، ان بلاده ترفض اصلاً مصطلح "الدول المنبوذة" وتعتبر ايران شريكاً. واكد ان الاتهامات في شأن التورط بدعم الارهاب "لم تُقدّم براهين عليها" لكنه اشار الى ان روسيا ستفرض "قيوداً صارمة" على صادرات السلاح الى ايران لئلا تشمل تكنولوجيا غير تقليدية. والى ملف التعاون العسكري، بحث شمخاني في تنسيق مواقف البلدين من الضربات الانتقامية المحتملة ضد افغانستان رداً على الهجمات في نيويورك وواشنطن. واكد سيرغي ايفانوف ان الجانبين يرتبطان منذ فترة طويلة ب"علاقات تنسيق وثيق"، يشمل وزارتي الدفاع حيال كل ما يتعلق بأفغانستان. ولفت الى انهما قدّما مساعدات ل"تحالف الشمال" المناوئ ل"طالبان" انطلاقاً من فهم مشترك يعتبر "افغانستان مصدراً للارهاب والمخدرات". وانتقد شمخاني "المعايير المزدوجة" التي تعتمدها الدول الغربية، واتهم عدداً منها بدعم الارهاب، مشدداً على ان "اسرائيل هي جامعة للارهاب عميدها شارون". وأعرب الوزير الايراني عن قلق بلاده، مشيراً الى ان "بعض الدول" قد يستغل الوضع في افغانستان لإقامة وجود عسكري في المنطقة او تعزيزه. وكان شمخاني لوّح لدى مغادرته طهران الى موسكو بالتصدي لأي طائرة اميركية تنتهك الاجواء الايرانية. لكن خفّف لهجة الرفض القاطع للعمليات العسكرية الاميركية، واعلن في العاصمة الروسية ان بلاده ستؤيد "عمليات لضرب قواعد الارهابيين" شرط ان تكون في اطار الاممالمتحدة. ونبّه خبير روسي الى تقارب "يشبه التطابق" في مواقف موسكووطهران من مستقبل افغانستان. وذكر سيرغي ايفانوف ان التسوية السياسية الداخلية في هذا البلد "يجب ان يقررها شعب افغانستان من دون ضغوط خارجية"، مما اعتبره مراقبون اشارة الى رفض محاولات تشكيل حكومة موالية لواشنطن في كابول. اما شمخاني فاعتبر ان الحكومة المقبلة في افغانستان يجب ان تضم ممثلين عن "كل المجموعات العرقية". ويتوقع ان يجري شمخاني محادثات مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف تشمل مستجدات الازمة والوضع في منطقة بحر قزوين والملف العراقي.