قدمت موسكو اقتراحاً الى وزير الخارجية الأميركي كولن باول في شأن التوصل الى اتفاق حول "خفض حاد" في عدد الرؤوس النووية عند الجانبين، على انه يتم توقيع الاتفاق رسمياً في غضون ستة أشهر. وأبلغ وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الصحافيين بعد لقاء باول مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو امس ان على الجانبين "عدم اضاعة الوقت والتوصل الى اتفاق للقيام بخطوات عملية في هذا الشأن". وشدد على ضرورة اعداد صيغة قانونية حول خفض حاد في عدد الرؤوس النووية على ان تعرض على الرئيسين الأميركي والروسي في القمة المقرر عقدها منتصف السنة المقبلة في موسكو من اجل توقيعها. من جانبه اكد باول قبيل مغادرته موسكو ان الطرفين يتفهمان جيداً ضرورة التوصل الى مستوى أدنى في عدد الرؤوس النووية لكنه امتنع عن ذكر الحد الذي ينبغي الوصول اليه مشيراً الى ضرورة عرض الاقتراح الروسي على الرئيس جورج بوش أولاً. وكان باول وإيفانوف أعلنا خلال لقائهما ان الخلافات لا تزال قائمة حول معاهدة الحد من انتشار الصواريخ إيه بي ام الموقعة عام 1972. وقال باول: "لا يزال يوجد خلاف بيننا حول موضوع الدفاع المضاد للصواريخ ومعاهدة ايه بي ام. مواقفنا لا تزال من دون تغيير". وفيما قال ايفانوف ان "معاهدة ايه بي ام مفيدة ويجب الحفاظ عليها"، رد باول بأن "الولاياتالمتحدة تريد مواصلة تطوير نظام محدود للدفاع المضاد للصواريخ" يهدف الى مواجهة التهديد من دول "غير مسؤولة" وليس من روسيا. وكان باول أنهى أول زيارة رسمية يقوم بها لموسكو منذ تسلمه منصبه، اجرى خلالها محادثات مع الرئيس بوتين وإيفانوف تناولت ملفات العلاقات الثنائية ومسائل نزع السلاح الاستراتيجي والتعاون على صعيد الأمن الدولي، في ظل نية واشنطن المضي في مشروعها لاقامة شبكة الدفاع الصاروخي، اضافة الى الملف الشيشاني. ووصل باول الى العاصمة الروسية مساء الأحد بعد جولة زار خلالها عدداً من جمهوريات آسيا الوسطى. وتوجه الوزير الضيف فور وصوله الى نفق بوشكين في وسط موسكو الذي شهد العام الماضي تفجيراً ادى الى مقتل 13 شخصاً ووجهت اصابع الاتهام الى المقاتلين الشيشان بالوقوف وراءه. وحملت خطوة باول الذي وضع باقة من الزهور ووقف بضع دقائق امام اللوحة التذكارية في النفق عدداً من المعاني. وأكد مصدر أميركي في موسكو ان وزير الخارجية اراد بهذه "الخطوة الرمزية" ان يؤكد ان "الولاياتالمتحدةوروسيا تقفان الآن في خندق واحد في مواجهة الارهاب"، وهو ما عبر عنه باول خلال لقائه مع نظيره الروسي من خلال اشارته الى "نشاط الارهابيين المتزايد في الشيشان" وتأكيده "تفهم" الولاياتالمتحدة "الصعوبات التي تواجهها السلطات الروسية في الجمهورية القوقازية". لكنه دعا موسكو الى "ضبط النفس ومحاولة التوصل الى حل سياسي للصراع". وشدد على "ايجاد آليات للمراقبة الصارمة لانتهاكات حقوق الانسان والفساد الحالي في الشيشان. وبعيداً من الشيشان ركزت المحادثات بين الوزيرين على مستقبل العلاقات بين الجانبين في ظل الأوضاع الدولية الجديدة. وأكد ايفانوف في مستهل اللقاء ضرورة ايجاد "أطر استراتيجية لشراكة بعيدة المدى بين الولاياتالمتحدةوروسيا"، مشدداً على ضرورة تحديد سبل تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل اليها بين الجانبين حول الأمن الاستراتيجي وخفض اسلحة الدمار الشامل. ومن جهته، أكد باول ان العلاقات الاميركية الروسية دخلت مرحلة جديدة بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر. وأشار الى ان التعاون بين الجانبين قطع مرحلة العودة. وحول نية واشنطن المضي في مشروعها لبناء شبكة الدفاع الصاروخي أكد باول ان "درجة الثقة العالية التي نمت تسمح لكلا الطرفين بتحديد حجم حاجاته من الصواريخ واختيار الشكل الأنسب لحماية اراضيه". وأضاف ان التباين في المواقف لا يزال قائماً، غير انه شدد على ضرورة البحث عن "النقاط المشتركة"، مضيفاً ان كلاً من الولاياتالمتحدةوروسيا "تواجهان حالياً عدواً واحداً يتمثل في الارهاب الدولي". وأضاف ان برنامج الدفاع الصاروخي الأميركي موجه ضد "دول غير مسؤولة ... تملك صواريخ برؤوس نووية ويمكن ان تستخدمها".