سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيفانوف قدم تصوراً لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يوحي بوجود تنسيق مع اميركا . الملك عبدالله الثاني وبوتين يناقشان ملفات التسوية في المنطقة والعراق وافغانستان
أنهى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني زيارة وصفت بأنها "خاطفة" الى موسكو بحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملفات التسوية والعراق وافغانستان، فيما عرضت روسيا تصورات عن رؤيتها لآفاق التسوية في الشرق الاوسط واكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف النشاط الاستيطاني واعمال العنف وحل مشكلتي القدس واللاجئين في اطار الشرعية الدولية. واثارت زيارة الملك تساؤلات كثيرة، فهي جاءت بعد ثلاثة اشهر من القمة التي عقدها في موسكو مع بوتين في آب اغسطس الماضي. واكد مصدر اردني ان الزعيمين كانا اتفقا على اجراء مشاورات في حال حدوث تطورات مهمة. واضاف ان احداث 11 ايلول سبتمبر احدثت "انعطافاً" في الاوضاع الدولية، وشدد على وجود "عناصر جديدة" في الموقف الاميركي من الشرق الاوسط، وقال ان العرب عموماً مهتمون بمعرفة ما جرى في قمة بوش بوتين في تكساس. واشار بوتين عند استقباله الملك الاردني الى انه كان اولى "اهتماماً كبيراً" لموضوع الشرق الاوسط اثناء المحادثات مع نظيره الاميركي. واشاد بجهود الملك عبدالله الثاني لتحقيق تسوية في المنطقة. فيما اكد العاهل الاردني ان روسيا تلعب "دوراً اساسياً" في هذا المجال. واستمر اللقاء زهاء ثلاث ساعات، وعلمت "الحياة" ان السفراء العرب الذين توجهوا الى المطار لتوديع الضيف الاردني اضطروا الى الانتظار فترة طويلة هناك، ما يعني ان الاجتماعات استمرت اطول من الفترة المحددة. واشار مستشار بوتين للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو الى ان الزعيمين بحثا الوضع في الشرق الاوسط والملف العراقي، وقال ان بوتين شرح وجهة نظر روسيا في شأن التطورات المحتملة لاحقاً في افغانستان. وشدد بريخودكو على ان الجانبين اشارا الى "ضرورة التصدي للتطرف الديني والاصولية". وفي هذا السياق علمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي ان الاردن اطلع الروس على مهمات "الوحدة العسكرية التي ستكون ضمن بعثة طبية" ترسل الى افغانستان. ولفت المصدر الى ان الملك عبدالله الثاني وصل الى موسكو برفقة وزير الخارجية عبدالاله الخطيب ومدير الاستخبارات سعد خير ومدير الديوان الملكي فايز الطراونة. واشار بلاغ اصدرته وكالة "ايتار تاس" الحكومية عن المحادثات الى ان القضية العراقية "تخرج الى موقع الصدارة" مع اقتراب موعد مناقشتها في مجلس الامن الدولي، لكنها لم توضح موقف روسياوالاردن منها. وشدد بوتين والملك عبدالله على ضرورة "اخراج عملية السلام من الطريق المسدود" لكنهما لم يتحدثا عن تصوراتهما للحل في الشرق الاوسط. الا ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف اكد ان "التسوية الراسخة يجب ان تتضمن انهاء الاحتلال وانشاء دولة فلسطينية … وضمان الامن المتكافئ لاسرائيل وفلسطين". ولاحظ مراقبون ان هذا التصريح يأتي في اعقاب حديث وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن اهمية انهاء الاحتلال، ما يوحي بوجود تنسيق روسي اميركي، وهو ما اشار اليه ايفانوف بتشديده على ان روسيا والولايات المتحدة تدعوان الى تنفيذ توصيات لجنة ميتشل كسبيل لانهاء المجابهة. الا ان الوزير الروسي قدم في حديثه الاخير المزيد من التفاصيل، وقال ان على القيادة الفلسطينية ان "تتصدى بحزم لعمليات المتطرفين والارهابيين"، وعدّد ما ينبغي ان تقوم به الحكومة الاسرائيلية ودعا تحديداً الى اكمال الانسحاب من المدن الفلسطينية ورفع الحصار والغاء القيود المالية وتجميد النشاط الاستيطاني. واضافة الى هذه البنود دعا ايفانوف الى "ايجاد حلول عادلة لمشكلتي القدس واللاجئين في اطار الشرعية الدولية". واعتبر ان اعتماد هذه الافكار سيوفر الفرص لاستئناف المفاوضات على اساس القرارين 242 و338 ومبدأ "الارض مقابل السلام". كما اشار الى ان السلام الشامل في الشرق الاوسط "مستحيل من دون تسوية على المسارين السوري واللبناني". وتحدث ايفانوف عن "آلية للرقابة والمتابعة" في الشرق الاوسط وان روسيا مستعدة للمشاركة فيها، لكنه لم يقدم اي توضيحات في شأنها.