دخلت العلاقات بين روسياوإيران مرحلة جديدة أمس، بتوقيع اتفاق - إطار للتعاون العسكري بينهما، في وقت عكست محادثات وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف تطابقاً في وجهات النظر حيال الأوضاع في أفغانستان. وبعدما هدد شمخاني في طهران بالتصدي لأي طائرة أميركية تنتهك المجال الجوي لبلاده، أعلن في موسكو أن إيران تؤيد "ضرب الإرهابيين" في أفغانستان، في حال حصلت الضربة على موافقة الأممالمتحدة. راجع ص8 والبارز في المرحلة الجديدة من التعاون العسكري الإيراني - الروسي، التأكيد الذي صدر أمس عن تسليم طهران الشهر المقبل أول مفاعل نووي لمحطة بوشهر، علماً أنها تشدد على الطبيعة السلمية المدنية للمفاعل. كما نقلت وكالة "ايتار تاس" الحكومية الروسية عن مصادر عسكرية أن موسكو ستزود طهران شبكة تضمن حماية حدودها مع أفغانستان، والتي تمتد مسافة ثمانمئة كيلومتر. وبموجب الاتفاق الذي أبرمه أمس وزيرا الدفاع الروسي والإيراني، ستحصل طهران على طائرات وصواريخ مضادة للطائرات والسفن. وأكد ايفانوف ان الاتفاق يتضمن بيع أسلحة دفاعية ولن يشكل انتهاكاً للمواثيق الدولية التي تمنع تصدير التكنولوجيا "الحساسة"، خصوصاً المتعلقة بالأسلحة النووية وتكنولوجيا الصواريخ. وقدر الخبراء قيمة الأسلحة التي ستباع إلى طهران بنحو 5.1 بليون دولار على مدى خمس سنوات. ولفت مراقبون إلى أن تزويد إيران صواريخ متطورة مضادة للطائرات يأتي اثر تهديد شمخاني باسقاط أي طائرة تخترق الأجواء الإيرانية. وفي إطار المحادثات الروسية - الإيرانية، التي طغت عليها الأزمة الدولية، اتفق الجانبان على دعم "التحالف الشمالي" المناهض لحركة "طالبان". وأشار شمخاني إلى الموقع الجغرافي لكل من روسياوإيران، لافتاً إلى أن تعزيز العلاقات بينهما "يشكل ضماناً للمصالح الوطنية والاقليمية"، ومعتبراً أن "أمن المنطقة واستقرارها سيكون الانجاز الرئيسي" لذلك التعاون.