يأتي تأكيد الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله قبل ايام عدم وجود اساس لقضية "الفرع الخارجي او الأمن الخارجي للحزب"، استجابة لنصيحة سورية وأوروبية اعتبرت ان كلامه يساهم في دحض ما تردد عن وجود "شبكات ارهابية" يديرها ويمولها في الخارج اضافة الى تدعيم وجهة النظر القائلة بالتمييز بين المقاومة والارهاب. وفي معلومات "الحياة" ان الحزب ارتأى في موقفه الاول من نوعه، تسليف القيادتين السورية والايرانية والحكومة اللبنانية، ما يمكن تسويقه في الرد على الطلب الاميركي تجميد ارصدته المالية، اضافة الى انه ينسجم مع الدعوة الى التمييز بين الارهاب والمقاومة التي ظلت محصورة في التصدي للاحتلال الاسرائىلي داخل الاراضي اللبنانية. وعُلم ان مراجعة الحزب التطورات بعد 11 ايلول سبتمبر اخذت في الاعتبار المشاورات المكثفة بين سورية والولايات المتحدة وأوروبا، اضافة الى الاتصالات الناشطة بين واشنطن وطهران عبر طرف ثالث. كما اتخذ الحزب هذا الموقف دعماً للاجماع الوطني الذي عبّرت عنه اطراف محلية اساسية في رفض الطلب الاميركي تجميد ارصدته، ولتزويد المجموعة الاوروبية ورقة تستخدمها في وجه الضغوط الاميركية على لبنان. وتعتبر استجابة الحزب الثانية بعدما اصدر بياناً عقب الهجمات على نيويوركوواشنطن، حرص فيه على تمييز الموقف الانساني بادانة الهجمات والتضامن مع ذوي الضحايا الموقف من السياسة الاميركية. وأكدت مصادر مطلعة على النقاش داخل الحزب انه طوّر موقفه اخيراً من رئىس الحكومة رفيق الحريري، وبدأت قيادته تشيد بمواقفه اسوة بالاشادة بموقفي رئيسي الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري، خلافاً للتشكيك السابق بالعلاقة بين الطرفين، اعتقاداً من الحزب أن "للحريري علاقات دولية واسعة ولديه مصالح تحتم عليه الابتعاد عنه قبل ان يتبين ان الحريري يشترك مع سائر اركان الدولة في الدفاع عن الحزب". واطلع "حزب الله" عن كثب على محادثات رئيس الحكومة وسفراء المجموعة الاوروبية والسفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل والموفدين الاميركيين الى لبنان، وتأكيدات الحريري خلال هذه اللقاءات أن الحزب "جزء من الحياة السياسية اللبنانية وعنصر فاعل فيها، بالتالي ليس مقبولاً الحاق الاذى به وهو فصيل اساسي في المقاومة ضد الاحتلال وكانت ولا تزال له تضحيات كبيرة لا يلغيها الخلاف معه في شؤون داخلية فهي تتعداها الى امور وطنية وقومية". ونقلت مصادر الحريري عنه قوله: "قناعتي السياسية تفرض علي التصرف بوطنية مع الحزب الذي كان له دور في تسريع الانسحاب الاسرائىلي وهذا يفرض عدم السماح بالحاق اي اذى به، واطلاعه على كل التطورات الخارجية التي تؤثر عليه وان كان للبنان تأثير محدود في التطورات الدولية". وقالت اوساط الحريري انه دعا الى التعامل مع الوضع اللبناني من زاوية ارتباطه بالصراع العربي - الاسرائىلي والى "عدم الالتفات الى وراء، وتجنب فتح ملفات لبلد بقي محظوظاً لسنوات، وبالتالي لا تجوز المحاسبة على الماضي في وقت هناك تجاهل لما ارتكبته اسرائىل من مجازر في بلدنا". ورأى ان "العالم اجمع يشهد للبنان التقدم الأمني، والتجربة التي مر فيها مع زوال الاحتلال اثبتت ان لدى مواطنيه رغبة في الحفاظ على التعايش، ولا يجوز تحميله مسؤولية ما حصل في الماضي في ظل غياب الدولة بل المطلوب مساعدته في تجاوز المشكلات التي يمر فيها". كما نقل الى قيادة الحزب ان الحريري يؤكد انه ما دام في رئاسة الحكومة "لن يقبل ان يتعرض حزب الله الذي ضحى عناصره بالدماء، لأي سوء بسبب الضغوط الدولية". وتفيد معلومات ان هذه المعطيات دفعت المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل الى الاتصال برئيس الحكومة، اثناء استقباله الاحد الماضي وفد الكونغرس الاميركي ليبلغه ثقة الحزب بموقف الحكومة.