حذر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع من ان ضرب اي بلد عربي بعد الحرب على افغانستان "خطأ قاتل". واعتبر ان من "لا يفرق بين الارهاب والمقاومة يعطي غطاء حقيقياً للارهابيين الحقيقيين". وكان الشرع يتحدث في بعبدا، بعد محادثات أجراها مع رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود سلمه خلالها رسالة من نظيره السوري الدكتور بشار الاسد تتعلق بالتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية. وحضر المحادثات في القصر الجمهوري رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود ورئىس جهاز فرع الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان. وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية ان وجهات النظر كانت "متوافقة" على دقة المرحلة الراهنة وضرورة مواجهتها بمواقف عربية موحدة لا سيما ما يتعلق منها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وأشار البيان الى ان البحث تركز على تحضير الاجواء الملائمة لعقد القمة العربية في آذار مارس المقبل في بيروت. وأوضح الشرع أن "الهدف من الزيارة تسليم رسالة الاسد الى لحود في اطار التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان". وقال: "تمت خلال اللقاء مناقشات مستفيضة لما يحصل في المنطقة وعلى الساحة الدولية والاوضاع العربية وما يهم البلدين سورية ولبنان في خضم هذه التطورات". وأضاف: "كانت وجهات النظر متطابقة تجاه كل المسائل التي طرحت، وهذا مؤشر كان، ولا يزال ايجابياً للغاية، وهو الضمانة لاستقرار البلدين والمنطقة عموماً، ومطالب سورية ولبنان من عملية السلام معروفة: استعادة كامل الاراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وفي ما يتعلق بالوضع الدولي نحن ولبنان ننسق في كل خطوات نتخذها سواء في مكافحة الارهاب او في المحاولة الجارية للتفريق بين الارهاب المدان والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الاسرائىلي". وأضاف: "الارهاب ارهاب والمقاومة مقاومة، ونحن نعتقد ان البلدان او البلد الذي لا يفرق بين الارهاب والمقاومة ربما يجد نفسه انه يعطي غطاء سياسياً للارهابيين الحقيقيين ويعطيهم شيئاً من الشرعية، وهو أمر لا يريده احد، بل ولا تريده حتى الدولة او مجموعة الدول التي لا تريد التمييز بين الارهاب والمقاومة". وأضاف: "ما حدث في 11 ايلول سبتمبر هو ارهاب وما يجري ضد الاحتلال الاسرائىلي هو مقاومة وهذا شيء متفق عليه بين سورية ولبنان وكل الدول العربية سواء في القمم العربية او في اتفاق مكافحة الارهاب الذي توصل الىه وزراء الداخلية والعدل العرب". وعن كيفية مواجهة سورية ولبنان للضغوط الاميركية والاوروبية لوقف عمليات "حزب الله" قال: "أولاً نحن لا نعتبر ان هناك ضغوطاً بالمعنى الحقيقي للكلمة لأننا اوضحنا هذا الموقف بجلاء للولايات المتحدة، واتفقنا على ان هذا الخلاف في الرأي يمكن ان يكون نقطة للتشاور ولتبادل الرأي في شأنه للوصول الى تحديد للارهاب". وعن الرؤية التي اطلقها وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال الشرع: "هناك نقاط ايجابية في هذه الرؤية من دون شك، انهاء الاحتلال الاسرائىلي وتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الارض في مقابل السلام ومرجعية مدريد، وتوجد اشارات استفهام عدة عن حدود الدولة الفلسطينية ومدى استقلالية هذه الدولة عند نشوئها وعاصمتها وأمور اخرى نتبادل الرأي والتشاور في خصوصها بين الحكومتين السورية واللبنانية وأيضاً بيننا وبين اشقائنا العرب". وعما اذا كان هناك موقف لبناني - سوري موحد من القرار الدولي 1373 المتعلق بمكافحة الارهاب، قال: "بطبيعة الحال هناك تنسيق مستمر، ليس في ما يتعلق بهذا القرار، انما في اي قرار يصدر عن الأممالمتحدة في شكل عام". وعن رأيه بالقرار، قال: "يحتاج القرار الى تعريف الارهاب بالدرجة الاولى". وأعلن الشرع أن الوفد الاميركي الموجود في المنطقة لن يزور سورية ولبنان حالياً "وربما يزورها في وقت لاحق". وعن تهديد العراق بعد افغانستان قال: "تهديد اي بلد عربي مرفوض، وضرب أي بلد عربي سيجر مشكلات لها اول وليس لها آخر. اميركا تعرف هذا الشيء وأوروبا أيضاً وأعتقد ان من الخطأ القاتل المساس بأي بلد عربي". الى ذلك، دعا الحريري الى سحب مسألة الطلب الاميركي بتجميد ارصدة "حزب الله" في المصارف من التداول، وقال: "واشنطن اصدرت هذه اللائحة ولم تلاحقها ولا ارى فائدة في استمرار تسليط الاضواء عليها في الاعلام وكنا حددنا موقفنا برفضها". وقال الحريري في الاجتماع الاسبوعي لكتلة الكرامة النيابية الذي ترأسه، مساء اول من امس: "لا أرى فائدة في مواصلة بعض الاطراف ملاحقة موضوع اللائحة الاميركية في وقت نجد ان واضعي هذه اللائحة لا يلاحقونها". ورأى ان التداول بالموضوع يلحق الضرر بالبلد، وكشف عن ان اجتماعه بالسفير الاميركي في لبنان فنسنت باتل حصل قبل ترؤسه اجتماع الكتلة لم يتطرق أبداً الى هذا الموضوع.