أحبطت حركة "طالبان" محاولة ثانية لشق صفوفها عبر رموز بشتونية، باعتقالها معارضين كانوا برفقة حميد قرضاي نائب وزير الخارجية الافغاني السابق، المؤيد للملك محمد ظاهر شاه. وفي حين اكد شقيق حميد انه لا يزال على قيد الحياة، اعلنت "طالبان" انها تلاحقه بعد فراره إثر معركة شاركت فيها طائرات هليكوبتر أميركية في اقليم أوروزغان وسط أفغانستان. ولمحت مصادر الحركة الى شنق 25 من المعارضين المعتقلين. اسلام آباد، كويتا باكستان - أ ف ب، رويترز - قال شقيق حميد قرضاي أمس ان المعارض لحركة "طالبان" الذي كان في افغانستان مع مجموعة من انصاره، أكدت الحركة انها اعتقلت بعضهم أول من أمس، هو على قيد الحياة وحر طليق. واوضح احمد والي قرضاي انه اتصل بشقيقه عند الساعة 20،11 توقيت محلي - 06.30 توقيت غرينتش أمس، "وقال لي ان كل شيء على ما يرام". وأضاف ان المعارض الافغاني موجود "في محيط دهرواد" في اقليم اوروزغان. وكانت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية المؤيدة ل"طالبان" اشارت الى توقيف مجموعة من الرجال بقيادة حميد قرضاي نائب وزير الخارجية السابق، ليلاً في دهرواد على رغم محاولة طائرات أميركية انقاذهم. وقال شقيق المعارض ان حميد قرضاي 46 سنة والرجال المرافقين له كانوا يعقدون لقاء مع وجهاء من قبائل البشتون في هذه المنطقة عندما هاجمتهم "طالبان". واضاف: "ردوا على هجوم الحركة بمساعدة قادة بشتون" ونفى ان تكون "طالبان" اعتقلت 25 من انصار المعارض. وأوضح ان شقيقه يقوم ب"مهمة سلام". وافادت مصادر اوساط الاستخبارات الباكستانية ان قرضاي، وهو شخصية نافذة من البشتون ومقرب من الملك السابق ظاهر شاه، كان يقود عملية سرية بهدف شق "طالبان" في مدينة قندهار والمناطق المجاورة لها جنوب شرقي افغانستان. وفي كابول صرح وزير في حكومة "طالبان" بأن قوات الحركة هاجمت أول من أمس معسكراً تابعاًًً لقرضاي مما اضطر الوزير السابق الى الفرار الى الجبال بعد معركة قتل خلالها اثنان من رجاله. وقال قارئ فضل ربي المسؤول في وزارة الاعلام الأفغانية ان طائرات هليكوبتر اميركية أطلقت النار على قوات "طالبان" وهي تطارد قرضاي. وأضاف: "ضبطنا 600 بندقية أسقطتها الطائرات في المنطقة". وتابع قارئ: "نطاردهم، ونعتقد ان قرضاي واتباعه نقلوا الى المنطقة بمروحيات على الارجح اذ يتعذر وصولهم اليها". وذكر ان مقاتلي "طالبان" ساروا تسع ساعات حتى وصلوا الى قاعدة قرضاي في منطقة اوروزغان. وسئل مسؤول وزارة الاعلام كيف ستتعامل الحركة مع قرضاي ورجاله في حال أسرهم، فأجاب "سنتعامل معهم بناء على قرار العلماء". علماً ان مجلس العلماء كان اعلن ان من يدخل افغانستان لقتال "طالبان" سيعامل كجاسوس ويعدم. وقالت مصادر الحركة أمس لوكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان بعض انصار حميد كرزاي ال25 المعتقلين ربما شنقوا في مدينة قندهار مقر زعيم "طالبان" الملا محمد عمر. وكان مقاتلو "طالبان" أوقفوا وأعدموا الجمعة الماضي زعيماً آخر من البشتون هو عبدالحق بطل النضال ضد الاحتلال السوفياتي في الثمانينات.